والحق أن هذه الآية عامة في كل شيء يأتي به رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من أمر أو نهي أو قول أو فعل ، وإن كان السبب خاصا فالاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، وكل شيء أتانا به من الشرع فقد أعطانا إياه وأوصله إلينا ، وما أنفع هذه الآية وأكثر فائدتها (١).
ثم لما أمرهم بأخذ ما أمرهم بأخذه الرسول وترك ما نهاهم عنه أمرهم بتقواه وخوفهم شدة عقوبته فقال : (وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ) فهو معاقب لمن لم يأخذ ما آتاه الرسول ولم يترك ما نهاه عنه.
__________________
(١) انظر : الأحكام لابن العربي (٤ / ١٧٦٠) ، والناسخ والمنسوخ (٢ / ٨٨٤) ، زاد المسير (٨ / ٢٠٩) ، المجاز لأبي عبيدة (٢ / ٢٥٦) ، الطبري (٢٨ / ٢٤) ، النكت (٤ / ٢١٠) ، القرطبي (١٨ / ١٠) ، الفراء (٣ / ١٤٤) ، والروضة الندية للمصنف (٢ / ٣٤٢) ، فتح القدير (٥ / ٩٨).