وقال ابن الأعرابي : هو انتصاب الرجل في الصلاة بإزاء المحراب من قولهم : منازلهم تتناحر أي تتقابل.
وروي عن عطاء أنه قال : أمره أن يستوي بين السجدتين جالسا حتى يبدو نحره.
وقال سليمان التيمي : المعنى وارفع يديك بالدعاء إلى نحرك. وظاهر الآية الأمر له صلىاللهعليهوآلهوسلم بمطلق الصلاة ومطلق النحر وأن يجعلهما لله عزوجل لا لغيره ، وما ورد في السنة من بيان هذا المطلق بنوع خاص فهو في حكم التقييد له.
وقد أخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في «سننه» والحاكم وابن مردويه عن علي بن أبي طالب قال : لما نزلت هذه السورة على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لجبريل : «ما هذه [النحيرة] التي أمرني بها ربي؟ فقال : إنها ليست بنحيرة ولكن يأمرك إذا تحرمت للصلاة أن ترفع يديك إذا كبرت ، وإذا رفعت رأسك من الركوع ، فإنها صلاتنا وصلاة الملائكة الذين هم في السموات السبع ، وإن لكل شيء زينة وإن زينة الصلاة رفع اليدين عند كل تكبيرة» ، قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «رفع اليدين من الاستكانة التي قال الله : (فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ (٧٦)) [المؤمنون : ٧٦]». وهو من طريق مقاتل بن حيان عن الأصبغ عن بنانة عن علي (١).
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في الآية قال : «إن الله أوحى إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن ارفع يديك حذاء نحرك إذا كبرت للصلاة فذاك النحر» (٢).
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري في «تاريخه» وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والدارقطني في «الأفراد» ، وأبو الشيخ والحاكم وابن مردويه والبيهقي في «سننه» عن علي بن أبي طالب في قوله : (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (٢)) قال : «وضع يديه اليمنى على وسط ساعد اليسرى ثم وضعهما على صدره في الصلاة» (٣).
__________________
(١) موضوع : رواه الحاكم في «المستدرك» (٢ / ٥٣٧ ، ٥٣٨) ، والبيهقي في «الكبرى» (٢ / ٧٥ ، ٧٦) وصححه الحاكم ، وتعقبه الذهبي بقوله : إسرائيل صاحب عجائب ، لا يعتمد عليه ، وأصبغ شيعي متروك عند النسائي.
(٢) أورده السيوطي في «الدر» (٨ / ٦٥٠) وعزاه لابن مردويه.
(٣) إسناده ضعيف : رواه ابن جرير (٣٠ / ٣٢٥) وابن أبي شيبة في «المصنف» (١ / ٤٢٧) ، والبخاري في «الكبير» (٦ / ٤٣٧) ، وابن المنذر في «الأوسط» (٣ / ٩١) ، وابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (٦ / ٣١٣) ، والحاكم (٢ / ٥٣٧) ، والبيهقي (٢ / ٢٩ ، ٣٠) ، وضعف ابن كثير إسناد هذا