(بِجَهازِهِمْ) كال لكل واحد منهم بعيرا بعدتهم.
(ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ) خلا بهم وقال قد ارتبت بكم وأخشى أن تكونوا عيونا فأخبروني من أنتم؟ فذكروا حالهم وحال أبيهم وأخوتهم يوسف وبنيامين ، فقال : أئتوني بهذا الأخ يظهر أنه يستبرىء بذلك أحوالهم ، أو ذكروا له أنه أحب إلى أبيهم منهم فأظهر لهم محبة رؤيته.
(الْمُنْزِلِينَ) المضيفين من النزل وهو الطعام ، أو خير من نزلتم عليه من المنزل وهو الدار ، وطلب منهم رهينة حتى يرجعوا فرهنوا شمعون ، واختاره لأنه كان يوم الجب أجملهم قولا ورأيا.
(قالُوا سَنُراوِدُ عَنْهُ أَباهُ وَإِنَّا لَفاعِلُونَ (٦١))
(سَنُراوِدُ) المراودة : الاجتهاد في الطلب مأخوذ من الإرادة.
(لَفاعِلُونَ) العود بأخيهم ، أو المراودة وطلب أخاه وإن كان فيه إحزان أبيه لجواز أن يكون أمر بذلك ابتلاء ومحنة أو لتتضاعف له المسرة برجوع الابنين ، أو ليتنبه أبوه على حاله ، أو ليقدم سرور أخيه بلقائه قبل إخوته لميله إليه.
(وَقالَ لِفِتْيانِهِ اجْعَلُوا بِضاعَتَهُمْ فِي رِحالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَها إِذَا انْقَلَبُوا إِلى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٦٢))
«لفتيته» الذين كالوا الطعام ، أو غلمانه. (بِضاعَتَهُمْ) الورق التي اشتروا بها الطعام ، أو ثمانية جرب فيها سويق المقل.
(فَلَمَّا رَجَعُوا إِلى أَبِيهِمْ قالُوا يا أَبانا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنا أَخانا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ (٦٣))
(رَجَعُوا إِلى أَبِيهِمْ) بالعربات من فلسطين ، أو بالأولاج من ناحية الشعب أسفل من حسمى ، وكانوا بادية أهل إبل وشاء.
(مُنِعَ) سيمنع. (نَكْتَلْ) أي إن أرسلته أمكننا أن نعود فنكتال.
(قالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَما أَمِنْتُكُمْ عَلى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللهُ خَيْرٌ حافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (٦٤))
(هَلْ آمَنُكُمْ) لما ضمنوا حفظ يوسف وأضاعوه قال لهم ذلك في حق أخيه.
(وَلَمَّا فَتَحُوا مَتاعَهُمْ وَجَدُوا بِضاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قالُوا يا أَبانا ما نَبْغِي هذِهِ بِضاعَتُنا رُدَّتْ إِلَيْنا وَنَمِيرُ أَهْلَنا وَنَحْفَظُ أَخانا وَنَزْدادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ (٦٥))
(ما نَبْغِي) استفهام أي ما نبغي بعد هذا الذي عاملنا به أو ما نبغي بالكذب فيما