نشرب الخمر بالصواع جهارا |
|
وترى المتك بيننا مستعارا |
وكان إناء الملك الذي يشرب فيه من فضة ، أو ذهب ، كال به طعامهم مبالغة في إكرامهم ، أو هو المكوك العادي الذي تلتقي طرفاه.
(أَذَّنَ) نادى مناد.
(الْعِيرُ) الرفقة ، أو الإبل المرحولة المركوبة.
(لَسارِقُونَ) جعل السقاية في رحل أخيه عصيان ، فعله الكيّال ولم يأمر به يوسف ، أو فعله يوسف فلما فقد الكيال السقاية ظن أنهم سرقوها فقال :
(إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ) ، أو كانت خطيئة ليوسف جوزي عليه بقولهم : (إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ) [يوسف : ٧٧] أو كان النداء بأمر يوسف وعني بالسرقة سرقتهم ليوسف من أبيه وذلك صدق ، لأنهم كالسارق لخيانتهم لأبيهم.
(قالُوا نَفْقِدُ صُواعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ (٧٢))
(صُواعَ) الصواع والصاع واحد ، وكانت مشربة للملك أو كالمكوك يكال به.
(بَعِيرٍ) جمل عند الجمهور ، أو حمار في لغة. بذله المنادي عن نفسه لقوله :
(وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ) ، أو بذله عن الملك من الطعام الملك ويجوز أن يكون الحمل معلوما عندهم كالوسق فيكون جعلا معلوما ، ويمكن أن يكون مجهولا.
(قالُوا تَاللهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ ما جِئْنا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَما كُنَّا سارِقِينَ (٧٣))
(لَقَدْ عَلِمْتُمْ) ذكروا ذلك لأنهم عرفوا أمانتهم بردهم البضاعة التي وجدوها في رحالهم. (لِنُفْسِدَ) لنسرق.
(قالُوا جَزاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزاؤُهُ كَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (٧٥))
(جَزاؤُهُ) جزاء من سرق أن يسترق كذلك يجزى السارق بالاسترقاق ، كان هذا دين يعقوب.
(فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَها مِنْ وِعاءِ أَخِيهِ كَذلِكَ كِدْنا لِيُوسُفَ ما كانَ لِيَأْخُذَ أَخاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (٧٦))
(اسْتَخْرَجَها) الضمير للسرقة ، أو للسقاية ، أو الصاع يذكر ويؤنث قاله الزجاج.
(كِدْنا) صنعنا ، أو دبرنا ، أو أردنا.
كادت وكدت وتلك خير إرادة |
|
لو عاد من لهو الصبابة ما مضى |