(دِينِ الْمَلِكِ) سلطانه ، أو قضاؤه ، أو عادته ، كان الملك يضاعف غرم السارق ولا يسترقه.
(إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) أن يسترق السارق ، أو أن يجعل ليوسف عذرا فيما فعل.
(دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ) بالتقوى ، أو بإجابة الدعاء ، أو بمكابدة النفس وقهر الشهوة ، أو بالتوفيق والعصمة ، أو بالعمل.
(وَفَوْقَ كُلِّ) عالم من هو أعلم منه حتى ينتهي إلى الله تعالى فيوسف أعلم من إخوته وفوقه من هو أعلم منه ، أو أراد تعظيم العلم أن يحاط به ، أو أن يستصغر العالم نفسه ولا يعجب بعلمه وعرض أخاه لتهمة السرقة إذ لم يجد سبيلا إلى أخذه إلا بها ، أو كان أخوه يعلم الحال فلم يقع منه موقعا ، أو أشار بذلك إلى سرقة تقدمت منهم ، أو نبه بجعل بضاعتهم في رحالهم على المخرج من جعل الصواع في رحل أخيهم فتزول بذلك التهمة.
(قالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّها يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِها لَهُمْ قالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكاناً وَاللهُ أَعْلَمُ بِما تَصِفُونَ (٧٧))
(سَرَقَ أَخٌ لَهُ) كلمة أجراها الله على ألسنتهم عقوبة ليوسف ، أو أرادوا أنه جذبه عرق أخيه يوسف في السرقة لأنه كان من أبويه ، والاشتراك في النسب يوجب الاشتراك في الأخلاق ، وكان يوسف سرق صنما لجده أبي أمه فكسره وألقاه في الطريق. أو كان مع إخوته على طعام فأخذ عرقا فخبأه فعيّروه بذلك ، أو كان يسرق من طعام المائدة للمساكين ، أو كذبوا عليه في ذلك ، أو كانت منطقة إسحاق للكبير من ولده وكانت عند عمة يوسف لأنها الكبرى فلما أراد يعقوب أخذ يوسف من كفالتها جعلت المنطقة في ثوبه ثم أظهرت ضياعها واتهمته بها فصارت في حكمهم أحق به ، وفعلت ذلك لشدة ميلها إليه.
(فَأَسَرَّها) قولهم : (إِنْ يَسْرِقْ ،) أو قوله : (أَنْتُمْ شَرٌّ مَكاناً).
(شَرٌّ مَكاناً) بظلم أخيكم. وعقوق أبيكم ، أو شر منزلة عند الله ممن نسبتموه إلى هذه السرقة.
(تَصِفُونَ) تقولون ، أو تكذبون.
(قالُوا يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنا مَكانَهُ إِنَّا نَراكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (٧٨))
(شَيْخاً كَبِيراً) في السن ، أو القدر. (مَكانَهُ) عبدا بدله.
(مِنَ الْمُحْسِنِينَ) في هذا إن فعلته ، أو بإكرامنا وتوفية كيلنا ورد بضاعتنا.
(قالَ مَعاذَ اللهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلاَّ مَنْ وَجَدْنا مَتاعَنا عِنْدَهُ إِنَّا إِذاً لَظالِمُونَ (٧٩))