(خُذِ الْكِتابَ) قاله زكريا عليه الصلاة والسّلام ليحيى حين نشأ ، أو قاله الله تعالى حين بلغ ، والكتاب : التوراة ، أو صحف إبراهيم.
(بِقُوَّةٍ) بجد واجتهاد ، أو بامتثال الأمر واجتناب المناهي.
(الْحُكْمَ) اللب ، أو الفهم ، أو العلم أو الحكمة ، قال له الصبيان : اذهب بنا نلعب فقال : ما للعب خلقت قيل كان ابن ثلاث سنين.
(وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا وَزَكاةً وَكانَ تَقِيًّا (١٣))
(وَحَناناً) رحمة. قال :
أبا منذر فاستبق بعضنا |
|
حنانيك بعض الشر أهون من بعض |
أو تعطفا ، أو محبة ، أو بركة أو تعظيما ، أو آتيناه تحننا على العباد.
(وَزَكاةً) عملا زاكيا ، أو صدقة به على والديه ، أو زكيناه بثنائنا عليه.
(تَقِيًّا) مطيعا ، أو برا بوالديه.
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِها مَكاناً شَرْقِيًّا (١٦))
(انْتَبَذَتْ) انفردت ، أو اتخذت.
(شَرْقِيًّا) جهة المشرق فاتخذتها النصارى قبلة أو مشرقة الدار التي تظلها الشمس ، أو مكانا بعيدا.
(فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجاباً فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا (١٧))
(حِجاباً) من الجدران ، أو من الشمس جعله الله تعالى لها ساترا قاله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ، أو حجابا من الناس ، انفردت في ذلك المكان للعبادة ، أو كانت تعتزل فيه أيام حيضها.
(رُوحَنا) الروح الذي خلق منها المسيح حتى تمثل بشرا ، أو جبريل عليهالسلام لأنه روحاني لا يشوبه غير الروح ، أو لحياة الأرواح به ، فنفخ جبريل عليهالسلام في جيب درعها وكمها فحملت ، أو ما كان إلا أن حملته فولدته ، قاله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وكان حملها تسعة أشهر ، أو ستة أشهر ، أو يوما واحدا ، أو ثمانية أشهر ، ولم يعش لثمانية سواه آية له.
(قالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (١٨))
(تَقِيًّا) اسم رجل إسرائيلي مشهور بالعهر ، لما دنا منها جبريل عليهالسلام خافت فاستعاذت من ذلك العاهر ، قاله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ، أو إن كنت تقيا لله امتنعت خوفا من استعاذتي به.