(فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ قالَتْ يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا (٢٣))
(فَأَجاءَهَا) ألجأها ، أو جاء بها.
(يا لَيْتَنِي مِتُّ) تمنت الموت حياء من التهمة ، أو لئلا يأثم الناس بقذفها ، أو لأنها لم تر في قومها رشيدا ذا فراسة يبرئها من السوء.
(نَسْياً مَنْسِيًّا) لم أخلق ، أو لا يدري من أنا ، أو سقطا ، أو إذا ذكرت لم أطلب ، والنسي ما أغفل من شيء حقير.
(فَناداها مِنْ تَحْتِها أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (٢٤))
(فَناداها) ، جبريل ، أو عيسى.
(مِنْ تَحْتِها) من مكان أسفل من مكانها ، أو من بطنها بالقبطية.
(سَرِيًّا) عيسى ، السروات : الأشراف ، أو السري النهر بالنبطية أو العربية من السراية لأن الماء يسري فيه ، قيل يطلق السري على ما يعبره الناس من الأنهار وثبا.
(وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا (٢٥))
(النَّخْلَةِ) برنية ، أو عجوة ، أو صرفانة أو قرينا ولم يكن لها رأس وكان الشتاء فجعلت آية ، قيل اخضرت وحملت ونضجت وهي تنظر.
(جَنِيًّا) مترطب البسر ، أو الذي لم يتغير ، أو الطري بغبار.
(فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (٢٦))
(فَكُلِي) الجني.
(وَاشْرَبِي) من السري.
(وَقَرِّي عَيْناً) بالولد ، طيبي نفسا ، أو لتسكن عينك سرورا أو لتبرد عينك سرورا ، دمعة السرور باردة ودمعة الحزن حارة.
(صَوْماً) صمتا أو صوما عن الطعام والشراب وصمتا عن الكلام ، تركت الكلام ليتكلم عنها ولدها ببراءتها ، أو كان من صام لا يكلم الناس فأذن لها في هذا القدر من الكلام.
(فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَها تَحْمِلُهُ قالُوا يا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا (٢٧))
(فَرِيًّا) قبيحا من الافتراء ، أو عجيبا ، أو عظيما ، أو باطلا ، أو متصنعا من الفرية وهي الكذب.
(يا أُخْتَ هارُونَ ما كانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَما كانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (٢٨))