(فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ) : جار ومجرور متعلق بأنزلنا. مباركة : صفة ـ نعت ـ لليلة مجرورة مثلها وعلامة جرهما الكسرة المنونة.
(إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ) : أعرب والجملة الفعلية بعده «كنا منذرين» في محل رفع خبر «إن». كنا : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بنا و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم «كان». منذرين : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته والجملة مستأنفة لا محل لها لأنها بيان لجملة القسم.
(فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) (٤)
(فِيها يُفْرَقُ كُلُ) : جار ومجرور متعلق بيفرق. يفرق : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة. كل : نائب فاعل مرفوع بالضمة.
(أَمْرٍ حَكِيمٍ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. حكيم : صفة ـ نعت ـ لأمر مجرور مثله وعلامة جره الكسرة المنونة والجملة الفعلية استئنافية أيضا مثل سابقتها لا محل لها من الإعراب لأنها مفسرة لجواب القسم الذي هو قوله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ).
** (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة .. المعنى : إنا أنزلنا القرآن في ليلة كثيرة الخيرات وهي ليلة القدر .. وقيل : هي ليلة النصف من شعبان .. ولها أربعة أسماء : الليلة المباركة .. ليلة البراءة .. ليلة الصك .. وليلة الرحمة. وقيل : بينها وبين ليلة القدر أربعون ليلة .. وقيل في تسميتها ليلة البراءة والصك أن البندار إذا استوفى الخراج «أي الإتاوة» من أهله كتب لهم البراءة كذلك فإن الله سبحانه يكتب لعباده المؤمنين البراءة في هذه الليلة .. وقيل : هي مختصة بخمس خصال : تفريق كل أمر حكيم وفضيلة العبادة فيها. قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «من صلى في هذه الليلة مائة ركعة أرسل الله إليه مائة ملك ثلاثون يبشرونه بالجنة وثلاثون يؤمنونه من عذاب النار وثلاثون يدفعون عنه آفات الدنيا وعشرة يدفعون عنه مكايد الشيطان» ونزول الرحمة .. قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ «إن الله يرحم أمتي في هذه الليلة بعدد شعر أغنام بني كلب» وحصول المغفرة .. قال ـ صلىاللهعليهوسلم ـ «إن الله تعالى يغفر لجميع المسلمين في تلك الليلة إلا لكاهن أو ساحر أو مشاحن أو مدمن خمر أو عاق للوالدين أو مصر على الزنا» صدق رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وليلة القدر في أكثر الأقاويل في شهر رمضان. وقيل : سبب إنزال القرآن الكريم في هذه الليلة هو أنه أنزل جملة واحدة من السماء السابعة إلى السماء الدنيا وأمر السفرة الكرام بانتساخه في ليلة القدر .. وكان جبريل ـ عليهالسلام ـ ينزل على رسول الله