(أَمْراً مِنْ عِنْدِنا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ) (٥)
(أَمْراً مِنْ عِنْدِنا) : مفعول به منصوب على الاختصاص أو المدح بتقدير : أعني بهذا أمرا أو يكون حالا من «أمر» بعد أن خصص بوصف وسوغ تنكير صاحب الحال «أمر» اعتماده على الوصف أي يكون أمرا من ضمير المفعول .. أي أنزلناه في حالة كونه أمرا ويجوز أن يكون منصوبا على المصدر أي يوضع موضع «فرقانا» الذي هو مصدر «يفرق» لأن معنى الأمر والفرقان واحد من حيث إنه إذا أحكم الشيء وكتبه فقد أمر به وأوجبه. من عند : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «أمرا» بمعنى أمرا صادرا أو حاصلا منا و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه أو بمعنى كائنا من لدنا.
(إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ) : يعرب إعراب «إنا كنا منذرين» الوارد في الآية الكريمة الثالثة وهو بدل منه أو يكون تعليلا ليفرق.
(رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (٦)
(رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ) : مفعول لأجله ـ من أجله .. أو له ـ على معنى : إنا أنزلنا القرآن لأن من شأننا إرسال الرسل بالكتب إلى عبادنا لأجل الرحمة عليهم ويجوز أن تكون مفعولا به وقد وصف الرحمة بالإرسال والأصل : إنا كنا مرسلين رحمة منا فوضع الظاهر وهو «من ربك» موضع الضمير وهو «منا» ويكون نصبه باسم الفاعل «مرسلين» ويجوز أن تكون بدلا من «أمرا» من ربك : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «رحمة» والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.
(إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم «إن» هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. السميع : خبر «هو» مرفوع بالضمة. العليم : صفة ـ نعت ـ للسميع مرفوع مثله بالضمة. والجملة الاسمية «هو السميع العليم» في محل رفع خبر «إن» أو يكون «هو» ضمير فصل أو