(أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبادَ اللهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ) (١٨)
(أَنْ أَدُّوا إِلَيَ) : حرف تفسير لا عمل له والجملة الفعلية بعده جملة تفسيرية لا محل لها. أدوا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. إلى : جار ومجرور متعلق بأدوا و «أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ لفعل مضمر تقديره قائلا لهم : أن أدوا إلي : بمعنى : أعطوا أوردوا إلي لأن مجيء الرسول من بعث إليهم متضمن المعنى لأنه لا يجيئهم إلا مبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله أو تكون «أن» مخففة من «أن» الثقيلة وهي حرف مشبه بالفعل واسمه ضمير شأن مستترا تقديره : أنه بمعنى : وجاءهم بأن الشأن والحديث أدوا إلي وتكون جملة «أدوا إلي» في محل رفع خبر «أن» المخففة واسم «أن» وخبرها صلة «أن» لا محل لها من الإعراب. وعلى الوجه الثاني تكون «أن» مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلقا بجاء.
(عِبادَ اللهِ) : مفعول به منصوب بأدوا وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة وهم بنو صهيون أي يقول النبي موسى : أدوهم لي وأرسلوهم معي. ويجوز أن يكون «عباد» منادى مضافا منصوبا بأداة نداء محذوفة اكتفاء بالمنادى لتضمنه معنى الخطاب أي يا عباد الله بمعنى : أدوا إلي يا عباد الله ومفعول «أدوا» على هذا الوجه محذوف اختصارا لأنه معلوم بمعنى : أدوا إلي عباد الله ما هو واجب لي عليكم من الايمان لي.
(إِنِّي لَكُمْ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل نصب اسم «إن». لكم : جار ومجرور متعلق بخبر «إن» والميم علامة جمع الذكور.
(رَسُولٌ أَمِينٌ) : خبر «إن» مرفوع بالضمة المنونة. أمين : صفة ـ نعت ـ لرسول مرفوع مثله بالضمة المنونة أي مؤتمن. على ما أرسلته به إليكم وأوحي إلي به من رب العالمين.