(وَفِي خَلْقِكُمْ وَما يَبُثُّ مِنْ دابَّةٍ آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (٤)
(وَفِي خَلْقِكُمْ) : الواو عاطفة. في خلقكم : جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم وهو معطوف على «في السموات والأرض» أو في خلق السموات والأرض .. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور.
(وَما يَبُثُ) : الواو عاطفة. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر معطوف على «خلق». يبث : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والجملة الفعلية «يبث ..» صلة الموصول لا محل لها والعائد إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : وما يبثه.
(مِنْ دابَّةٍ آياتٌ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من الاسم الموصول «ما» التقدير : وما يبثه حالة كونها من الدواب بمعنى : وما ينشر في الأرض من مخلوقات تدب عليها. آيات : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة.
(لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «آيات». يوقنون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الفعلية «يوقنون» في محل جر صفة ـ نعت ـ للموصوف «قوم».
** (وَفِي خَلْقِكُمْ وَما يَبُثُّ مِنْ دابَّةٍ آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة .. وفي خلق الله لكم في أطوار مختلفة وما يبث فيها أي في الأرض من دابة أي كل ما دب ـ أي مشى ـ على الأرض من إنسان وغيره لدلائل على قدرته سبحانه لقوم يتيقنون أي يصدقون بقدرته ـ جلت قدرته ـ يقال : بث الخبر ـ يبثه ـ بثا .. من باب «رد» وأبثه : بمعنى : نشره وأذاعه. والفعل الرباعي «أبث» نحو : أبثه سره : بمعنى : أظهره له. وبث الله تعالى الخلق ـ يبثهم ـ بثا .. من باب «رد» أو من باب «قتل» بمعنى : خلقهم. وقال ابن فارس : بث السر وأبثه أيضا.
** (وَما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الخامسة المعنى وفي إنزال المطر فأحيا به الأرض بالإنبات بعد موتها أي بعد جدبها وسمي «المطر» رزقا .. لأنه سبب الرزق .. وتسمى السحابة الشديدة المطر : رويا .. ويسمى السحاب الذي لا مطر فيه : خلبا ـ بضم الخاء وتشديد اللام ـ ومنه قالت العرب : إنما هو كبرق الخلب .. يضرب هذا المثل لمن يعد ثم يخلف ولا ينجز .. ويقال : هذا برق خلب