ـ صفة لبرق ـ وبرق خلب ـ بالإضافة ـ بمعنى : لا غيث ـ لا مطر ـ معه. كأنه خادع. فإذا قيل : هذا برق الخلب فمعناه هذا برق السحاب الخلب بحذف الموصوف «السحاب» وإقامة الصفة «الخلب» مقامه. قال جرير يمدح عمر بن عبد العزيز بهذه الأبيات :
إنا لنرجو إذا ما الغيث أخلفنا |
|
من الخليفة ما نرجو من المطر |
أأذكر الجهد والبلوى التي نزلت |
|
أم قد كفاني الذي بلغت من خبري |
ويسمى القليل من المطر : رشاشا ـ بتخفيف الشين ـ مأخوذا من : رشت السماء : أي أمطرت .. ويقال أرشت السماء أيضا ويقال أرذت السماء : أي أمطرت الرذاذ : وهو المطر الضعيف. ويقال مطرت السماء من باب «نصر» وأمطرت أيضا : بمعنى : نزل مطرها ومطرت السماء القوم وأمطرتهم : بمعنى : أصابتهم بالمطر وأمطر الله السماء وقد مطرنا : أي نزل علينا المطر وأصابنا المطر .. ويقال : أمطر الرجل بمعنى : عرق جبينه ومنه قالوا : كلمته فأمطر واستمطر : أي فأطرق وعرق جبينه. و «المطر» هو ماء السحاب .. أما «النوء» وجمعه : أنواء فهو المطر أيضا. قال الجوهري في صحاحه : النوء : هو سقوط نجم من المنازل في المغرب مع الفجر ورقيبه من المشرق يقابله من ساعته كل ثلاثة عشر يوما ما خلا الجبهة فلها أربعة عشر يوما .. وكانت العرب تضيف الأمطار والرياح والحر والبرد إلى الساقط منها وقيل : إلى الطالع منها لأنه في سلطانه.
** (وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ) : المعنى : وتوجيهها إلى جهات مختلفة وفي الاتجاهات الأربعة أو وفي تغيير اتجاهاتها من جهة إلى جهة .. وهي جمع «ريح» ومن الأمثلة الشائعة قولهم : ذهب دمه درج الرياح ويروى : أدراج الرياح .. وهي جمع «درج» وهي طريقها .. يقال هذا في الدم إذا كان هدرا ـ بفتح الهاء والدال ـ لا طالب له. بمعنى : لم يؤخذ بثأره ويقال : رجعت أدراجي : أي في الطريق الذي جئت منه أو بمعنى : في أدراجي فحذف الجار «في» وأوصل الفعل بمعنى : رجعت عودي على بدئي ويقال : رجع أدراجه : أي طريقه الذي جاء منه. ويقال : تدرج إلى الشيء : أي تقدم إليه شيئا فشيئا واستدرج الرجل خصمه : بمعنى : خدعه واستدرجه إلى كذا أي قربه إليه. واستدرج الرجل عامله : أي رقاه من درجة إلى درجة. وقيل : الدرجة أوثق من السلم. وقيل في أمثال العرب عن الرجل الخائف : لا يجد في السماء مصعدا ولا في الأرض مقعدا. وعلى ذكر السلم فقد قال الشاعر :
المحبة ثمن كل شيء وإن غلا |
|
وسلم إلى كل شيء وإن علا |
وقال زهير بن أبي سلمى :
ومن هاب أسباب المنايا ينلنه |
|
وإن يرق أسباب السماء بسلم |
و «المنايا» جمع «المنية» وهي الموت لأنه قدر علينا. من «المنى» وهو الموت أيضا وبمعنى القصد .. ويعني أيضا : قدر الله .. نحو : أنا راض بمنى الله : أي أنا راض بقدره سبحانه .. أما «أسباب» فهي جمع «سبب» وهو بمعنى : الذريعة .. الطريق .. الحياة .. نحو : قطع الله به السبب : أي الحياة .. وتقطعت بين القوم الأسباب : بمعنى : الوصل ـ بضم الواو وفتح الصاد ـ والمودات.
** (تِلْكَ آياتُ اللهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللهِ وَآياتِهِ يُؤْمِنُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة .. المعنى : تلك الأدلة والآيات القرآنية آيات الله فحذف المشار إليه ـ