الأدلة ـ اختصارا لأن ما قبله دال عليه وهو صفة ـ نعت ـ لاسم الاشارة «تلك» أو بدل منه. نقصها عليك بالحق والجار والمجرور «بالحق» إضافة إلى ما ذكر في إعرابه يجوز أن يكون متعلقا بحال محذوفة من الضمير «ها» بتقدير : متصفة بالحق فبأي كلام بعد كلام الله وأدلته يؤمنون فحذف المضاف «كلام» اختصارا أو بمعنى بعد آيات الله يؤمنون وتقديم اسم الله تعالى على آياته للمبالغة والتعظيم .. يقال : تلا المؤمن القران ـ يتلوه ـ تلاوة .. من باب «سما» بمعنى قرأه وتلوت الرجل أتلوه تلوا بمعنى : تبعته وعقبته وهو من باب «سما».
** (يَسْمَعُ آياتِ اللهِ تُتْلى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة .. والبشارة هنا فيها تهكم بالأفاك الأثيم المتكبر والمراد بالقول الانذار والتخويف هنا.
** سبب نزول الآية : نزلت الآية الكريمة في النضر بن الحارث الذي كان يشتري أحاديث الأعاجم ويشغل بها الناس عن سماع القرآن.
** (وَإِذا عَلِمَ مِنْ آياتِنا شَيْئاً اتَّخَذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة التاسعة. المعنى : وإذا عرف هذا المتكبر الساخر شيئا من آياتنا جعله موضع هزء وسخرية والضمير «ها» يعود للآيات .. أولئك الأفاكون الساخرون لهم عذاب مذل وحذف الصفة ـ النعت ـ أو البدل المشار إليه الأفاكون .. الساخرون .. المتكبرون .. لأن ما قبله دال عليه وجاءت الإشارة بصيغة الجمع وهي تعود على مفرد لأن الإشارة هي إلى كل أفاك أثيم لشموله الأفاكين. وقيل : الضمير المؤنث «ها» فيه وجهان : أحدهما : إنه عائد على «آياتنا» وهي كلمة مؤنثة بمعنى : جعلها .. والثاني : أنه يعود على «شيء» بمعنى : جعله وإن كان مذكرا لأن المعنى : آية واللفظ مذكر وغلب المعنى على اللفظ كقول أبي العتاهية :
نفسي بشيء من الدنيا معلقة |
|
الله والقائم المهدي يكفيها |
إني لأيأس منها ثم يطمعني |
|
فيها احتقارك للدنيا وما فيها |
الشاعر أراد بشيء : جارية يقال لها : عتبة .. كانت للمهدي من حظاياه وكان أبو العتاهية يهواها ؛ أهدى إلى المهدي في إحدى المناسبات برنية ـ إناء من خزف ـ فيها ثوب في حواشيه البيتان المذكوران .. فهم المهدي بدفعها إليه. فقالت : أتدفعني إلى رجل جرار ـ بائع الجرار أو صانعها ـ جمع «جرة» وهي إناء من الخزف ـ قبيح الوجه متكسب بالتعشق والشعر؟ فانصرف عن ذلك وأمر أن تملأ البرنية مالا وتدفع إليه. فقال أبو العتاهية للخزان : إنما أمر لي بدنانير فقالوا نعطيك دراهم ونراجع .. فإن كان دنانير قاصصناك فاختلفوا في ذلك سنة. فقالت : «عتبة» : لو كان عاشقا كما يصف لما فرق بينهما ولما صرف همته إليها.
** (مِنْ وَرائِهِمْ جَهَنَّمُ) : هذا القول الكريم ورد في مطلع الآية الكريمة العاشرة .. المعنى : من قدامهم جهنم أي تنتظرهم جهنم أو يكون بمعنى : أمامهم لأنهم في الدنيا لأن الوراء اسم للجهة التي يواريها الشخص من خلف أو قدام وهي هاهنا بمعنى : قدامهم.
** (قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة عشرة .. المعنى : قل يا محمد للذين آمنوا بالله ورسالتك اغفروا للذين لا يتوقعون عذاب الله أو وقائع الله بأعدائه ليجزي قوما بما كسبوه من الثواب العظيم بكظمهم الغيظ تجاه أعدائهم.