(إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً واحِدَةً) : يعرب إعراب «إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا» الوارد في الآية الكريمة التاسعة عشرة.
(فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ) : الفاء سببية. كانوا : فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. الكاف اسم مبني على الفتح في محل نصب خبر «كان». هشيم : مضاف إليه مجرور بالكسرة وهو مضاف. المحتظر : مضاف إليه ثان مجرور بالكسرة.
** (فَنادَوْا صاحِبَهُمْ فَتَعاطى فَعَقَرَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة التاسعة والعشرين .. أي فنادى بنو ثمود رجلا منهم طائشا اسمه : قدار بن سالف أحيمر ثمود وطلبوا منه عقر الناقة أي قتلها فتعاطى الناقة أي فتناول الناقة فضرب قوائمها بالسيف فذبحها وتعاطى أيضا بمعنى : تناول السيف. أو بمعنى فقام على أطراف أصابع رجليه ثم رفع يديه بالسيف فضربها .. يقال فلان يتعاطى الشيء : بمعنى : يخوض فيه ويتناوله والمعاطاة هي المناولة .. والفعلان «أعطى» و «أنطى» مثل بعضهما وزنا ومعنى .. في لغة أهل اليمن والفعل «أنطى» لفظة عامية يتداولها أهل بغداد بمعنى أعطى. وأعطى .. بمعنى : ناول والفعل الرباعي «أعطى» يتعدى إلى مفعولين نحو : أعطيته مالا أعطيه عطاء أما الثلاثي فيتعدى إلى مفعول واحد نحو : عطا الرجل مالا وعطا إليه المبلغ يعطوه عطوا بمعنى : تناوله وفلان يتعاطى الشيء بمعنى أقدم عليه وفعله وبمعنى تناوله أيضا والفعل «انطى» ورد في قول الرسول الكريم محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ في قراءته لقوله تعالى في سورة «الكوثر» : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) وفي قراءة رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ ..) و «الكوثر» على وزن «فوعل» من الكثرة وهو المفرط الكثرة .. قيل لأعرابية رجع ابنها من السفر : بم آب ابنك؟ قالت : آب بكوثر.
** (إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً واحِدَةً فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الحادية والثلاثين ـ نص الآية ـ والصيحة هي صيحة جبريل ـ عليهالسلام ـ بهم فكانوا كفتات الحشيش اليابس الذي يجمعه المحتظر ـ اسم فاعل ـ أي صاحب الحظيرة لغنمه ـ ماشيته ـ في الشتاء والمحتظر أيضا : هو صانع الحظيرة : وهي المكان الذي يجمعها فيه .. وقيل عن هشيم المحتظر : هو شجر أو حشيش يابس تتوطؤه البهائم فيتهشم أي فيتكسر.
** (إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة والثلاثين .. المعنى : أرسلنا عليهم أي على قوم لوط ريحا حاصبا فحذف المفعول به الموصوف «ريحا» وأقيمت الصفة «حاصبا» مقامه. وذكر «حاصبا» والموصوف «ريحا» لفظة مؤنثة لأن التذكير جاء على معنى «ريح» وهو هنا بمعنى «هواء» وحاصبا : اسم فاعل للفعل «حصب» نحو : حصبه ـ يحصبه ـ حصبا .. من باب «ضرب» بمعنى : رماه بالحصباء : وهي الحصى وهنا معناها : الحجارة الصغيرة ومنه سمي موضع الجمار ـ جمع جمرة ـ بمعنى : المحصب .. أما الحصب ـ بفتح الحاء والصاد ـ فهو ما تحصب به النار أي ترمي وكل ما ألقيته في النار فقد حصبتها. وإلا آل لوط : معناه ولكن أهل لوط إلا امرأته.