الحسن والقبح وشكر المنعم وحسن التكليف ، ووجوب اللّطف وبعث الأنبياء ، وغير ذلك ممّا يتعلّق بمباحث النبوّة ، قيل : وأوّل من زاده الشّيخ ابن سيناء ، وأهل الإيمان ثامنا وهو بحث الإمامة وضرورة الحجّة ، وعدم خلوّ الأرض منها لحظة.
قال الأنطاكي : وأوّل من أدخله ابن نوبخت من الشيعة الإماميّة في الياقوت (١) ثمّ تبعهم أهل السنّة وتوسّعوا فيه وضمّوا إليه مباحث التصوّف والأرزاق والآجال وغيرها. فهذه الفنون الثمانية من أصول الحكمة الإلهيّة وإن كان قد يعدّ بعضها من الفروع كما أنّه قد يعدّ الكلّ فنّا واحدا لانفراده بالتصنيف الّذي لا عبرة به ، ولذا قد تداول بين المتأخّرين منهم ضمّ الطبيعيّ معها بل والمنطق وربما يعدّ من فروعها علوم أخر كعلم الأعداد والحساب والسحر والتّسخير وغيرها ممّا هو أليق بغيرها وإن كان بعضها من العلوم المركّبة المتولّدة من الفنّين نعم قد يقال : إنّ الحقّ إدخال المنطق في الحكمة وجعلها من أقسام النظريّة كما فعله الشّيخ الرئيس كيف ولو اختصّ موضوع الحكمة بالموجودات العينيّة لخرج منها العلم بتقاسيم الوجود من الأمور العامّة.
__________________
(١) ابن نوبخت هو إبراهيم بن إسحاق بن أبي سهل من أكابر المتكلّمين ومن عظماء الشيعة الإماميّة في أواسط القرن الرّابع له كتب منيفة منها كتابه «الياقوت» في علم الكلام وهو كتاب نفيس من أقدم كتب الكلامية ومورد لتوّجه الأعلام حتّى شرحوه بشروح منها كتاب «أنوار الملكوت» في شرح الياقوت للعلّامة الحلّي ـ قدسسره قال في ديباجة هذا الشرح : كتاب «الياقوت» حاو لأشرف المسائل الكلاميّة وجامع لأسنى مباحثها ، وشرح السيد عميد الدين ابن أخت العلّامة كتاب خاله المعظّم : «أنوار الملكوت» وحاكم بين الماتن والشارح. ولا يخفى أنّ نسبة كتاب «الياقوت» الى إسماعيل بن إسحاق النوبختي كما عن رياض العلماء وكتاب الشيعة وفنون الإسلام خطاء ـ ريحانة الأدب ج ٤ ص ٢٤٠ ـ.