الفصل الاول
في شرفه وفضله وتمثله يوم القيامة وشفاعته لأهله
الشواهد العقلية والنقلية من الكتاب والسنّة على ذلك كثيرة فإنّه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ، ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، وقد نزل به الروح الأمين على قلب خاتم النبيين (صلىاللهعليهوآله أجمعين) ، وهو الحبل المتين ، والكتاب المبين ، والنسخة التدوينية المطابقة لعالم التكوين ، ولذا قال سبحانه : (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) (١) ، (وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ) (٢).
قال رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) على ما في تفسير الإمام عليه الصلاة والسلام : إنّ هذا القرآن هو النور المبين ، والحبل المتين ، والعروة الوثقى ، والدرجة العليا ، ـ والشفاء الأشفى والفضيلة الكبرى ، والسعادة العظمى ، من استضاء به نورّه الله ومن عقد به أموره عصمه الله ، ومن تمسك به أنقذه الله ، ومن لم يفارق أحكامه رفعه الله ، ومن استشفى به شفاه الله ، ومن آثره على ما سواه هداه الله ، ومن طلب الهدى في غيره أضلّه الله ، ومن جعله شعاره ودثاره أسعده الله ، ومن جعله إمامه الذي يقتدى به ومعوّله الذي ينتهى اليه أدّاه الله الى جنات النعيم ،
__________________
(١) يس ـ ١٢.
(٢) الانعام ـ ٥٩.