الفصل الرابع
في علم التفسير
علم التفسير هو علم يبحث فيه عن مراد الله تعالى من قرآنه المجيد ، وهذا التعريف هو المحكيّ عن مولينا قطب الدين الرازي البويهي تلميذ العلامة أعلى الله مقامه في شرحه للكشاف.
وأورد عليه بأنّ البحث فيه ربما يكون عن أحوال الألفاظ كمباحث القراءة وناسخيّة الألفاظ ومنسوخيّتها وأسباب نزولها وترتيب نزولها إلى غير ذلك فلا يجمعها حدّه.
وأيضا يدخل فيه البحث في الفقه عما يثبت بالكتاب فإنّه البحث عن مراد الله تعالى من قرآنه ، فالحدّ غير جامع ولا مانع.
قيل : ولذا عدل الشارح التفتازاني عنه إلى قوله : هو العلم الباحث عن أحوال ألفاظ كلام الله تعالى من حيث الدلالة على مراد الله تعالى.
أقول : أمّا النقض في مراده بمباحث القرائة وغيرها مما ذكره فهو غير وارد عليه ، وذلك لأنّ تلك المباحث وما ضاهاها إن كانت له مدخلية في اختلاف المعنى المراد من اللفظ فلا ريب في دخوله من تلك الجهة في علم التفسير والحدّ أيضا يشمله وإن لم يكن لها مدخليّة أصلا في اختلاف المعاني فدخولها في علم التفسير ممنوع جدا ، ولذا أفردوا علم القرائة وغيرها بالتصنيف وإنّما أشاروا إليها في كتب التفسير على وجه الإجمال والاختصار مع الحوالة إلى تلك الكتب وربما لم يشيروا إليها أصلا.
وبعضهم تصدّى لذكر المشاهير منها دون الشواذّ النوادر.