بل لعلّك قد سمعت ما في خبر زينب العطارة (١) عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من أنّ كلّ طبقة من الأرضين السّبع والسموات بما فيها بالنسبة إلى ما فوقها كحلقة ملقاة في فلاة قيّ (٢). فضلا عن غيرها من العرش والكرسي والسرادقات والحجب فسبحانه من مدبّر حكيم ، ربّ العرش العظيم.
ثالثها : الأرثماطيقي المفسّر بالعدد للبحث فيه عن من حيث أقسامه وأحكامه وآثاره وخواصه وتناسبه ، وغير ذلك ممّا يتعلّق به من حيث إنّه عدد مطلق مع قطع النظر عن حصوله في المادة ومن فروعه علم الحساب الّذي يستخرج به كميّات المقادير المجهولة من الأعداد المعلومة الّتي لا ريب في احتياجها إلى المادّة في التحقّق دون التعقل ولذا أعدّ من الرياضي ، وإن تأمل فيه الشيخ في الشفا نظرا إلى أنّ المحاسب يبحث عن العدد المفارق للمادّة في الخارج أيضا لعروضه المجّردات أيضا كالعقول والنفوس وذات الواجب تعالى إن قلنا إنّ الواحد عدد (٣) وأجيب بأنّ
__________________
(١) الخبر بطوله مروي في توحيد الصدوق رواه مسندا عن الصادق عليهالسلام أنّه قال : جاءت زينب العطارة الحولاء إلى نساء رسول الله وبناته وكانت تبيع منهن العطر فدخل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهي عندهن فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا أتيتنا طابت بيوتنا فقالت بيوتك بريحك أطيب يا رسول الله فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا بعت فاحسني ولا تغشي فانه أتقى وأبقى للمال فقالت ما جئت لشيء من بيعي وانما جئتك أسئلك عن عظمة الله قال : صلىاللهعليهوآلهوسلم جل جلال الله سأحدثك عن بعض ذلك ثم قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّ هذه الأرض بمن فيها ومن عليها عند التي تحتها كحلقة ملقاة في فلاة قيّ إلخ. رواه المجلسي في البحار ج ٦ ص ٨٣ عن التوحيد.
(٢) الفلاة هي المغازة والقيّ بكسر القاف وتشديد الياء الأرض القفر الخالية.
(٣) اختلفوا في أن الواحد عدد أم لا بعد تعريفهم العدد بأنه نصف مجموع حاشيتيه كالاثنين مثلا فان حاشية الأعلى ثلاث وحاشيته الأسفل واحد والاثنان نصف مجموع هاتين الحاشيتين فعلى