ولذا كان أفلاطون الإلهي (١) يقول لا يدخل بيوتنا من لا يعرف الهندسة.
ثانيها : اسطرنوميا وهو علم النجوم والهيئة الباحث عن الأجرام المسيطة الفلكيّة ، وبعض العناصر من حيث الكم والكيف والجهة والوضع والحركة بأقسامها والسكون ، وهذا العلم وإن عدّ من فنون الرياضي قسيما للهندسة إلّا أنّ الأظهر كما حقّقناه في «اللوامع النورية» أنّ الهيئة المسطّحة من فنون الهندسة أو من مطلق الرياضي على وجه كما تصدّى له فاضل الصناعة بطلميوس (٢) وأمّا المجسّمة الّتي فرضوا فيها الخطوط والدوائر في الأجسام فوردت عليهم إشكالات لا تنحلّ إلّا بتكلّفات ربما يقطع بفسادها فالظاهر انّها من العلوم المتولّدة من الرياضي والطبيعيّ ، وبالجملة فممّا يتفرّع على هذا العلم علم معرفة التواريخ والحصص ، الزمانية وانقسام الشهور والسنين إلى الشمسيّة والقمرية والحقيقيّة والصناعيّة ، وفيه مداخل سني التوارخ وشهورها وكبائسها واستخراج بعضها من بعض ـ والأيّام المشهورة في كلّ منها ، وعلم الزيج الذي يستخرج منه تقاويم الكواكب في كلّ وقت ونظراتها وتحاويلها وعروضها وأطوالها ، وغير ذلك ممّا جرت العادة بإثباتها في صفحات التقويم ، وعلم الأحكام الباحث على وجه الظن والتخمين لا التحقيق واليقين كما صرّحوا به عن الأحكام المترتّبة على وجه التجربة أو القياس
__________________
(١) أفلاطون الحكيم تلميذ سقراط وأستاذ أرسطاطاليس ولد في جزيرة بيونان سنة ٤٣٠ قبل الميلاد ومات قبل ميلاد المسيح سنة ٣٤٨ وأفلاطون الالهي يقال له في مقابل أفلاطون الطبيب وهو غيره وسابق عليه.
(٢) بطلميوس من علماء الهيئة والتاريخ والجغرافية والقائل بأنّ الأرض ساكنة وأنّ الفلك يدور حولها. ولد في صعيد مصر وتوفى قرب الاسكندرية سنة ١٦٧ من الميلاد وأشهر مؤلفاته المجسطي.