على تلك النظرات والتناظرات والحدود والوجوه الاشراف والبيوت والسّهام والطوالع وأوتاد الزوائج والمستولى عليه والكدخدا والهيلاج والتيسيرات والتحويلات والقواطع ، وما يستدلّ بها عليه من السعادات والأرزاق والاعمار وغيرها ومنه يستخرج أحكام طوالع السنين والمواليد والاجتماع والاستقبال والتحويل ، والسؤال حسب ما فصّلوها في كتب الأحكام الّتي هي أشبه شيء بأضغاث الأحلام ولذا ورد في الشريعة الحقّة النبويّة المصطفوية ـ على صادعها وآله آلاف الف سلام ، وتحيّة ـ المنع عن تعلّم النجوم والاعتقاد بتأثيرها حتى ورد «إنّ المنجم كالكاهن والكاهن كالسّاحر ، والسّاحر كالكافر والكافر في الّنار (١)».
نعم قد حمل ذلك على من يزعم استقلالها بالتأثير وقدمها كما يظهر من خبر الإحتجاج (٢) وغيره ولذا قال الصدوق بعد ذكر الخبر إنّ المنجم الملعون ، هو
__________________
(١) في نهج البلاغة ـ كلام ٧٧ ـ ومن كلام له عليهالسلام قاله لبعض أصحابه لمّا عزم على المسير إلى الخوارج فقال له : يا أمير المؤمنين إنّ سرت في هذا الوقت خشيت ان لا تظفر بمرادك من طريق علم النجوم فقال عليهالسلام : أتزعم أنّك تهدي إلى الساعة الّتي من سار فيها صرف عنه السوء؟ وتخوّف من الساعة التي من سار فيها حاق به الضّر؟ فمن صدّق بهذا فقد كذّب القرآن واستغنى عن الاعانة بالله في نيل المحبوب ودفع المكروه وتبتغي في قولك للعامل بأمرك إن يوليك الحمد دون ربّه لانّك بزعمك أنت هديته إلى الساعة التي نال فيها النفع وامن الضّر ثم اقبل عليهالسلام على الناس فقال : أيها الناس إيّاكم وتعّلم النجوم إلّا ما يهتدى به في بر أو بحر فانها تدعو إلى الكهانة والمنجم كالكاهن والكاهن كالساحر كالكافر والكافر في النار ، سيروا على اسم الله.
(٢) الاحتجاج على أهل اللجاج كتاب في احتجاجات المعصومين عليهمالسلام تأليف أبو منصور أحمد بن عليّ الطبرسي المتوفى ٦٢٢ ق ويمكن أن يكون المراد من خبر الاحتجاج خبرا طويلا وفيه انه سأل الزنديق عن الصادق عليهالسلام ما تقول في علم النجوم؟ قال عليه