(٣) الذي يقول بقدم الفلك ولا يقول بمفلكه وخالقه ـ عزوجل ـ.
ومنه يظهر وجه الجمع بين نوع هذه الأخبار على كثرتها والأخبار الكثيرة الدالّة على
أنّ له أصلا وانّه كان علم نبيّ من الأنبياء وأنّه علم بنبوّة نوح بالنجوم ، وإيّاكم والّتكذيب بالنجوم فإنّه علم من علوم النبوّة ، وأنّ من اقتبس علما من علم النجوم من حملة القرآن إزداد به إيمانا ويقينا ثمّ تلا : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) (٤).
وأنّ مولينا أمير المؤمنين عليهالسلام كان اعلم الّناس به ، وأنّه لا يعلمها إلّا أهل بيت من العرب وأهل بيت من الهند.
وزاد ابن طاووس (٥) في آخر الخبر وأولاد وصىّ إدريس ولعلّ المراد به
__________________
السلام : هو علم قلّت منافعه وكثرت مضارّه لأنّه لا يدفع به المقدور ولا يتقى به المحذور. إنّ خبر المنجم بالبلاء لم ينجه التحرز من القضاء إلخ.
(٣) الصدوق هو محمّد بن عليّ بن حسين بن بابويه القمي شيخ جليل قيل ولد بدعاء صاحب الزمان عجل الله فرجه وصنف كتبا مفيدة كمن لا يحضره الفقيه والامالي والعيون وغيرها وتوفى سنة ٣٨١.
(٤) آل عمران : ١٩٠.
(٥) ابن طاووس هو عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن احمد رضى الدين الطاوسي الحسيني نقيب الطالبين ببغداد ولد سنة ٥٨٩ ق وتوفى سنة ٦٦٤ ق له مصنفات جليلة منها فرج الهموم بمعرفة منهج الحلال والحرام من علم النجوم وجوّز في هذا الكتاب تعليم علم النجوم وتعلمه والنظر فيه والعمل به إذا لم يعتقد إنها مؤثرة وأنكر على السيد المرتضى في تحريمه وحمل أخبار النهى على ما إذا اعتقد الإنسان إنها مؤثرة بالاستقلال ثم ذكر رحمهالله تأييدا لما رامه أسماء جماعة من الشيعة كانوا عارفن به كحسن بن موسى النوبختي واحمد بن محمّد بن خالد البرقي ، وابن أبي عمير ، والعياشي ، والمسعودي ، والفضل بن سهل ، وزير المأمون وأخيه حسن بن سهل ، وبوران بنت الحسن بن سهل ، وعضد الدولة ، والشيخ محمود بن عليّ الحمصي