تقتص آثارهم وترمق أعمالهم ، ويقتدى بأفعالهم وترغب الملائكة في خلّتهم وبأجنحتها تمسحهم ، وفي صلواتها تبارك عليهم ويستغفر لهم كل رطب ويابس حتى حيتان البحر وهوامّه ، وسباع البر وأنعامه ، والسماء ونجومها (١).
وفي «نهج البلاغة» انّ مولانا أمير المؤمنين (عليهالسلام) قال في خطبة له : وتعلّموا القرآن فإنّه أحسن الحديث ، وتفقّهوا فيه فإنّه ربيع القلوب ، واستضيئوا واستشفوا (خ ل) بنوره فإنّه شفاء الصدور ، وأحسنوا تلاوته فإنّه أحسن القصص فإنّ العالم العامل بغير علمه كالجاهل الحائر الذي لا يستفيق من جهله بل الحجة عليه أعظم والحسرة له ألزم وهو عند الله ألوم (٢).
وفيه عن مولينا أمير المؤمنين عليهالسلام في خطبة له قال عليهالسلام : إنّ علم القرآن ليس يعلم ما هو إلّا من ذاق طعمه فعلم بالعلم به جهله وبصّر به عماه وسمّع به صممه وأدرك به ما قد فات ، وحيي به بعد أن مات ، فاطلبوا ذلك من عند أهله وخاصّته ، فإنّهم خاصّة نور يستضاء به وأئمة يقتدى بهم ، هم عيش العلم وموت الجهل ، وهم الذين يخبركم حلمهم عن علمهم وصمتهم عن منطقهم وظاهرهم عن باطنهم لا يخالفون الحقّ ولا يختلفون فيه (٣).
__________________
(١) تفسير الامام ص ٤ و ٥ ـ بحار الأنوار ج ٩٢ كتاب القرآن ص ١٨٣.
(٢) نهج البلاغة : الخطبة ـ ١٠٨.
(٣) نهج البلاغة : الخطبة ـ ١٤٥.