وعلى كلّ حال فلا ريب أنّ الأصل في العلوم الشرعية من الأصولية الاعتقادية والفروعيّة العملية هو كتاب الله المشتمل على جميع المعارف والحقائق والأصول والفروع ، ولذا قال مولانا رسول الله (صلىاللهعليهوآله) على ما رواه الإمام (عليهالسلام) في تفسير : عليكم بالقرآن فإنّه الشفاء النّافع ، والدّواء المبارك. عصمة لمن تمسّك به. ونجاة لمن تبعه لا يعوجّ فيقوم ، ولا يزيغ فيستعتب. ولا تنقضي عجائبه ، ولا يخلق على كثرة الردّ إلى أن قال (صلىاللهعليهوآله) ما أنعم الله (عزوجل) على عبد بعد الإيمان بالله أفضل من العلم بكتاب الله والمعرفة بتأويله ومن جعل الله له في ذلك حظّا ثمّ ظنّ أنّ أحدا لم يفعل به ما فعل به قد فضّل عليه فقد حقّر نعم الله تعالى عليه (١).
وقال رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) (٢) : فضل الله القرآن والعلم بتأويله ، ورحمته توفيقه لمولاه محمد وآله الطاهرين ومعاداة أعدائهم.
ثم قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : وكيف لا يكون ذلك خيرا مما يجمعون وهو ثمن الجنة ونعيمها ، فأنه يكتسب بها رضوان الله الذي هو أفضل من الجنة ويستحق بها الكون بحضرة محمّد وآله الطيبين الذي هو أفضل من الجنة ، ان محمد لله وآله الطيبين أشرف زينة في الجنان.
ثم قال (صلىاللهعليهوآلهوسلم) : يرفع الله بهذا القرآن والعلم بتأويله وبموالاتنا أهل البيت والتبّري من أعدائنا أقواما فيجعلهم في الخير قادة أئمة في الخير
__________________
(١) تفسير الامام ص ٤ و ٥.
(٢) يونس : ٥٧ ـ ٥٨.