والعيش السليم (١).
وفي «الكافي» ، «وتفسير العياشي» عن مولينا الصادق عليهالسلام : قال : قال ـ رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم): القرآن هدى من الضلالة وتبيان من العمى ، واستقالة من العثرة ، ونور من الظلمة ، وضياء من الأجداث (الأحزان خ ل ، وعصمة من الهلكة ، ورشد من الغواية ، وبيان من الفتن ، وبلاغ من الدنيا إلى الآخرة وفيه كمال دينكم ، وما عدل أحد من القرآن إلّا إلى النار (٢).
أقول : الأجداث بالمعجمة جمع الجدث محرّكة بمعنى القبر والمراد من ظلمة القبور على تقدير المضاف ، ويحتمل أن يكون بالحاء المهملة ، فان أحداث الدهر نوائبه ، وإن كان لا يخلو عن تكلف.
وفيهما بالإسناد عن مولينا الصادق عليهالسلام عن آبائه عليهمالسلام ، قال : قال رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم): أيها الناس إنكم في دار هدنة ، وأنتم على ظهر سفر ، والسير بكم سريع ، وقد رأيتم الليل والنهار ، والشمس والقمر يبليان كل جديد ، يقرّبان كل بعيد ، ويأتيان بكلّ موعود ، فأعدّوا الجهاز لبعد المجاز ، قال : فقام المقداد بن الأسود وقال : يا رسول الله ما دار الهدنة؟ قال (صلىاللهعليهوآلهوسلم) : دار بلاغ وانقطاع فاذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فإنّه شافع مشفع ، وما حل مصدق ، ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار ، وهو الدليل يدل على خير سبيل ، وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل ، وهو الفصل ليس بالهزل ، وله ظهر وبطن فظاهره حكم وباطنه علم ، ظاهره أنيق ـ وباطنه عميق ، له تخوم وعلى تخومه تخوم لا تحصى
__________________
(١) بحار الأنوار ج ٩٢ ص ٣٠٢.
(٢) تفسير العياشي ج ١ ص ٥.