ـ رحمهالله تعالى – في قوله (عليهالسلام) أسمعك كلام القرآن وجوها على وجه الاحتمال : الأول أن تكلم القرآن عبارة من إلقائه إلى السمع ما يفهم منه المعنى وهذا هو معنى حقيقة الكلام فإنّه لا يشترط فيه أن يصدر من لسان لحمي ، وكذا تكلم الصلاة فإنّ من أتى بالصلاة بحقّها وحقيقتها نهته الصلاة من متابعة أعداء الدين وغاصبي حقوق الأئمة الراشدين الذين من عرفهم عرف الله ، ومن ذكرهم ذكر الله ، الثاني أن لكل عبادة صورة ومثالا تترتب عليها آثار تلك العبادة وهذه الصورة تظهر للناس في القيامة ، فالمراد بقولهم عليهمالسلام في موضع آخر : الصلاة رجل ، أنّها في القيامة تتشكل بإزائها رجل يشفع لمن ترعيها حق رعايتها ، وفي الدنيا أيضا لا يبعد أن يخلق الله بإزائها ملكا أو خلقا آخر من الروحانيين يسدّد من أتى بالصلاة حق إتيانها ويهديه إلى مراشده وكذا في القرآن وسائر العبادات ، الثالث ما أفيض عليّ ، ببركات الأئمة الطاهرين ، وبه ينحلّ كثير من غوامض أخبار الأئمة المعصومين (صلوات الله عليهم أجمعين) وهو أنّه كما أنّ الجسد الانساني له حياة ظاهرية من جهة الروح الحيوانية المنبعثة من القلب الظاهري وبها يسمع ويبصر ويمشي وينطق ويحسّ فكذا له حياة معنوية من جهة العلم والإيمان ، والطاعات فالإيمان ينبعث من القلب المعنوي ويسري في سائر الأعضاء فينوّر العين بنور آخر كما قال (صلىاللهعليهوآلهوسلم): المؤمن ينظر بنور الله ويسمع بسمع آخر.
وبالجملة يتصرف الايمان في بدنه وعقله ونفسه ويملكه بأسره فلا يرى إلّا الحقّ ولا يسمع شيئا من الحق إلّا فهمه وصدّقه ولا ينطق إلّا بالحق ولا يمشي إلّا
__________________
مجدد المذهب بالوجه الأتم |
|
و ـ عد ـ عمر أقبضه ـ حزن وغم ـ |