رابعا : إنّ أحاديث الأحرف السبعة أسبق من القراءات السبع ، ولا يعقل أن النبي «صلىاللهعليهوآلهوسلم» أمر بتأجيل القراءة بالأحرف السبعة حتى القرن الثاني والثالث الهجريين حيث وجدت القراءات السبع.
الفرق بين الأحرف السبعة والقراءات السبع
يجمع العلماء على أنّه من الخطأ القول بأن الأحرف السبعة هي القراءات السبع. يقول أبو شامة في كتابه : «المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالقرآن العزيز» : «ظن قوم أن القراءات السبع الموجودة الآن هي التي أريدت في الحديث ، وهو خلاف إجماع أهل العلم قاطبة ، وإنما يظن ذلك بعض أهل الجهل» (١).
ويقول مكي : «من ظن أن قراءة هؤلاء القراء كنافع ، وعاصم هي الأحرف السبعة التي في الحديث ، فقد غلط غلطا عظيما» (٢). ويمكننا تأصيل الفوارق الأساسية بين الأحرف السبعة ، والقراءات السبع فيما يلي :
أولا : الأحرف السبعة قرآن ، وحي نزل من عند الله على محمد «صلىاللهعليهوآلهوسلم» للبيان ، والإعجاز ، منقولة إلينا بالتواتر ، متعبد بتلاوتها جميعا ، في حين أن القراءات السبع هي اختلاف لفظ الحروف ، أي اختلاف لفظ الوحي المذكور في الحروف ، أي اختلاف في كيفية النطق بالأحرف السبعة أي بالقرآن ، وكيفية أدائها من تخفيف ، وترقيق ، وتثقيل ، وتشديد ، وإمالة ، وإدغام ، وإظهار ، ومد ، وقصر ، وإشباع ، وحركات إعراب ... الخ. فالقراءات مذاهب أئمة في كيفية أداء القرآن ، أي الأحرف السبعة.
وأما الأحرف السبعة : فهي قرآن ليعبر عن معنى واحد بألفاظ
__________________
(١) ـ السيوطي ـ الإتقان ـ ج ١ ص ٨٢.
(٢) ـ السيوطي ـ الإتقان ـ ج ١ ص ٨٢.