إِلى جَهَنَّمَ أُوْلئِكَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً) سورة الطور آية ٣٤. ولكن هل فعلوا قديما ، وقد أعجزهم؟ وهل فعلوا حديثا ، وقد أفحمهم؟ ولكن أما آن للكفر أن ينتهي عن تقولاته! وأما آن للشرك أن يقلع عن تفوهاته! وأما آن للصليبية ، واليهودية أن تعلما أن هذا القرآن المعجز في بيانه ، وعلومه ، وآياته ، وحقائقه ما كان ليفترى من دون الله ، وقد أخبرهم الله بهذه الحقيقة إذ يقول : (وَما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى مِنْ دُونِ اللهِ وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) سورة يونس آية ٣٧.
وهكذا ، وإن لم يقلع أهل الكفر ، والشرك عن تقولاتهم على القرآن ، وعلى الرسول «صلىاللهعليهوآلهوسلم» والله تعالى أكد عصمة قرآنه من أن ينالوا منه ، وهم في إصرارهم في أباطيلهم ، وشبهاتهم ، فليحذروا من عذاب ربهم ، وليعلموا أن الله أعدّ لهم نارا وقودها الناس ، والحجارة. مصداق قوله تعالى : (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ) سورة البقرة آية ٢٤. ولكن ـ والكفر عناد ـ ويكأن أهل الكفر أبوا بعداوتهم لخالقهم ، ورسوله ، وقرآنه إلا أن يجعلوا من أنفسهم وقودا لنار جهنم. ويا عجبا لأهل الشرك ، وهم يصرون على كفرهم ، ويا عجبا لهم ، وقد جعلوا أصابعهم في آذانهم ، واستغشوا ثيابهم ، وأصروا على كفرهم ، وشركهم ، واستكبروا استكبارا. وهكذا يتابع مسلسل الكفر والشرك حلقاته تتقاسم أدوار البطولة فيها عناصر الكفر الغربية ، واليهودية ، وأتباع إلحاد الشيوعية ، والوجودية ، وعبّاد أصنام الوثنية تجمعهم شواهد وحدة الهدف في مهاجمتهم للإسلام ، والطعن في المسلمين ، واللّغو في القرآن ، والشتم للرسول «صلىاللهعليهوآلهوسلم». لا يردعهم عن غيهم رادع ، ولا يؤنبهم على طعنهم ضمير. وقد جمعهم شمل الكفر ، فكانوا في عدائهم لله وكتابه ، ورسوله أولياء بعض. فصدق قول ربنا فيهم : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ) سورة الأنفال آية ٧٣ وبعد أن منّ الله عليهم بنعمه ، وسخّر لهم الكون بعطائه ، ويسّر لهم العلم بتوفيقه ، ورأوا بأدواته ، ووسائله آيات ربهم ، ازدادوا بعدا عن إلههم ، وطعنا في آياته ، وتطاولا على معجزاته. فإننا نراهم اليوم قد أحكموا حلقات مسلسل طعنهم ،