الكثير من أحبار اليهود ، ومنهم الذي أسلم : كعبد الله بن سلام ، وكعب الأحبار. ولو كانت التوراة متواترة ، لعارضوا بها خاتم الأنبياء محمد «صلىاللهعليهوآلهوسلم» ، ولنقل واشتهر لدى الناس.
ثالثا : إنّ ادعاء يهود أن شريعة موسى لم تنسخ لم يمنعهم من الاعتراف بأنّ الشرائع السابقة نسخت بشريعة موسى ؛ فكيف نفسر إذن إنكارهم لوقوع النسخ سمعا؟!!. أي شرعا؟!!.
رابعا : إنّ ادعاء يهود بأنّ توراة موسى لم تنسخ ، وأنّها لا تزال موجودة إلى الآن ادعاء باطل ليس له دليل عقلاني أو نقلي سليم.
وما ورد في نصوص كتب التوراة الموجودة لديهم الآن ما يناقض بعضه بعضا. فطائفة السامريين في مدينة نابلس بفلسطين تدعي أن النسخة الأصلية للتوراة موجودة فقط عندهم ؛ وهي تزيد في عمر الدنيا نحوا من ألف سنة على ما جاء في النسخة الموجودة عند طائفة العنانيين. والنسخة التي عند النصارى تزيد في عمر الدنيا نحوا من ألف وثلاثمائة سنة. وقد ورد في بعض نسخ التوراة ما يفيد أن نوحا أدرك جميع آبائه إلى آدم ، وأنّه أدرك من عهد آدم نحوا من مائتي سنة ، في حين ورد في نسخ أخرى ما يفيد أن نوحا أدرك من عمر إبراهيم ثمانيا وخمسين سنة.
وما ورد في نسخ التوراة الموجودة حاليا يؤكد بطلانها ، ويؤكد أنّها محرفة ، وأنّ التوراة الأصلية فعلا لم يكن لها وجود حيث يستحيل أن يرد فيها من أقوال منكرة نسبوها إلى الله ورسله. ومنها على سبيل المثال : أنّ الله ندم على إرسال الطوفان إلى العالم ، وأنّه بكى حتى رمدت عيناه ، وأنّ النبيّ يعقوب صارع الله تعالى ، وأنّ إبراهيم كان يجلس تحت ظل شجرة بلوط في قرية «نمرة» قرب القدس ، وأنّه رأى الله قادما عليه بين ملكين ، فنهض إليه إبراهيم ، وقال : لو أن عبدك يجد نعمة بين عينيك ، فاقبل طعامي ، وذبح له ، وأكلوا جميعا. ومن ذلك أيضا : أنّ لوطا شرب الخمر حتى ثمل ، وزنى بابنتيه. ومن ذلك أيضا : أن هارون