لا يساوي بين المسلمين المؤمنين وبين المجرمين الكافرين. قال تعالى : (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (٣٥) ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (٣٦) أَمْ لَكُمْ كِتابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (٣٧) إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَما تَخَيَّرُونَ (٣٨) أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَما تَحْكُمُونَ) الآيات ٣٥ ـ ٣٩.
وفي سورة لقمان ، وهي مكية ، يقيم الحجة أن يسلم وجهه إلى الله ، وهو محسن ، ويبشره بنجاته ، وتمسكه بالعروة الوثقى ـ الإسلام ـ الإيمان ـ ويقيم الحجة على من كفر ، ويبشره بالعذاب الغليظ :
قال تعالى : (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى وَإِلَى اللهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ (٢٢) وَمَنْ كَفَرَ فَلا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٢٣) نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلى عَذابٍ غَلِيظٍ) الآيات ٢٢ ـ ٢٤.
ج ـ وبالنسبة لتوحيد الربوبية : ففي سورة النمل ، وهي مكية ، يستدرجهم القرآن بصيغ الاستفهام ، ومناقشة العقول ، أن يتفكروا بأن شواهد التوحيد بالربوبية من خلق ، وإنزال المطر ، وإنبات الشجر ، وخلق الأنهار ، والجبال ، وكشف السوء ، والهداية في ظلمات البر ، والبحر. بأن مثل هذه الشواهد هي براهين ، وأدلة ، وحجج دامغة لهم ليوحدوا الله تعالى ، ويجعلوا الإيمان ، والعبادة ، والخشوع ، والربوبية له وحده ، ويكملوا إيمانهم بهذين النوعين من التوحيد : توحيد الربوبية الذي آمنوا به ، وتوحيد الألوهية الذي لم يؤمنوا به.
قال تعالى : (أَمَّنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَها أَإِلهٌ مَعَ اللهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (٦٠) أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً وَجَعَلَ خِلالَها أَنْهاراً وَجَعَلَ لَها رَواسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً أَإِلهٌ مَعَ اللهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٦١) أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَإِلهٌ مَعَ اللهِ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ (٦٢) أَمَّنْ