إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (٥٠) أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) الآيات ٥٠ ـ ٥١.
وفي سورة الأنبياء ، وهي مكية يذكرهم الله تعالى بالكتاب الشاهد على نبوّة محمد «صلىاللهعليهوآلهوسلم» وصدق شهادته تكمن في ذكره لهم ، وما نزل عليهم ، وأخبارهم من قبل. فانظر إليه ، وهو يقول : (لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ كِتاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ) آية ١٠. وفي سورة فصّلت إحدى سور الحواميم السبعة ، وهي المكية يزكي الله تعالى كتابه العزيز ، وبأنه المنزل على رسوله حقا لا يأتيه الباطل من بين يديه ، ولا من خلفه فاسمعه يقول : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ (٤١) لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (٤٢) ما يُقالُ لَكَ إِلَّا ما قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقابٍ أَلِيمٍ) الآيات ٤١ ـ ٤٣.
ولعل أفضل برهان ، وأعظم حجة يؤيد بهما الله صدق نبوة نبيه وصدق رسالته أن الله تعالى هو الشاهد على ذلك ، وهو المنزل لذلك ، وبالحق.
مصداق قوله تعالى في سورة الإسراء ، وهي مكية : (وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا مُبَشِّراً وَنَذِيراً (١٠٥) وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلاً) الآيات ١٠٥ ـ ١٠٦. ومصداق قوله تعالى في سورة الزمر ، وهي مكية : (إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ) آية ٢.
الشبهة التاسعة :
إن القرآن المكي خلا من القصص ، وإنّما انفرد بها القرآن المدني لتأثر الرسول «صلىاللهعليهوآلهوسلم» بأهل الكتاب فيها ، فأخذ عنهم قصص إبراهيم وعلاقات الأنساب بين إسماعيل والشعب العربي. وكما أورد المستشرق