استطعت ، بلغني أن البعض يشكك في نسبة المخطوط لمؤلفه ؛ ثم اطلعت على ما كتبه الأستاذ (إبراهيم باجس عبد المجيد) كتب مقالا في المجلد الثاني : العدد الأول : مجلة عالم المخطوطات والنوادر : لشهر محرم (١٤١٨) من الهجرة عنوانه : (تفسير الطبراني أم تفسير الغزنوي) مشككا في نسبة التفسير إلى مؤلفه الإمام الطبراني. وعلى الرغم من محاولتي في البحث عن نسخة ثانية للمخطوط زيادة في التوثيق ، إلا أنني لم أجد ، فاقتضى الحال مني أن أجاوب على ما كتب بطريقة التحليل والتقرير ، ومن الله التوفيق.
فأقول : أسّس الأستاذ إبراهيم في مقالته ، أن التفسير ليس للإمام الطبراني ، ونسبه للقاضي عبد الصمد بن محمود بن يونس الغزنوي الحنفي. وأقام رأيه هذا على ملاحظات لفتت نظره وكوّنت الرأي عنده إلى صحة هذه النسبة حسب مفهومه ، فاقتضى الجواب وكما يأتي :
١. إن الباحث لم يكن موضوع بحثه نسبة التفسير إلى مؤلفه على وجه الخصوص ؛ وإنما كان مدار بحثه دقة فهرسة المكتبات نسبة المخطوطات أو دقة المعلومات المدونة حول المخطوطة المراد الحصول عليها. وأتى للمثال على موضوعه وضرورة الاهتمام بما قال عنه : (ومن أمثلة ذلك : التفسير المنسوب للإمام أبي القاسم الطبراني). وهو المخطوط الذي اعتمدناه في تحقيقنا ، وعدّ الخطأ في النسبة من المسلمات على حد ظنه.
٢. كوّن الباحث رأيه في نسبة الكتاب قال : (حينما نلقي نظرة فاحصة على الصفحة الأولى من الكتاب ، أو على أية صفحة منه ندرك أنه ليس هو الكتاب المعني ، فالعارف بأسلوب الطبراني ومنهجه في التأليف يجد أنه مغاير تماما لمنهج الكتاب الذي بين أيدينا ، فالإمام الطبراني يعتمد منهج الحديث ...).
والجواب من وجوه عديدة :
الوجه الأول : من حيثية المنهج الذي اعتمده المفسر :
أولا : للباحث أن يتصور منهج الطبراني في التفسير قياسا على غيره من المفسرين ،