فلن تسلّط عليه ، وإن لم يكنه ، فلا خير لك في قتله» (١) يعني : ابن صيّاد ؛ إذ خاف عمر أن يكون هو الدّجّال ، وباقي الآية بيّن ؛ وتقدّم قصصه. والأئمة : ولاة الأمور ؛ قاله قتادة (٢).
(وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ) يريد : أرض مصر والشام ، وقرأ حمزة (٣) : «ويرى فرعون» ـ بالياء وفتح الراء ـ والمعنى : ويقع فرعون وقومه فيما خافوه وحذروه من جهة بني إسرائيل ، وظهورهم ، وهامان : هو وزير فرعون وأكبر رجاله ، وهذا الوحي إلى أم موسى ، قيل : وحي إلهام ، وقيل : بملك.
وقيل : في منام وجملة الأمر أنها علمت أنّ هذا الذي وقع في نفسها هو من عند الله ، قال السدي وغيره : أمرت أن ترضعه عقب الولادة ، وتصنع به ما في الآية (٤) ؛ لأن الخوف كان عقب كلّ ولادة ، واليمّ : معظم الماء ، والمراد : نيل مصر ، واسم أم موسى يوحانذ (٥) ، وروي في قصص هذه الآية : أنّ أمّ موسى لفّته في ثيابه وجعلت له تابوتا صغيرا ، وسدّته عليه بقفل ، وعلّقت مفتاحه عليه ، وأسلمته ثقة بالله وانتظارا لوعده سبحانه ، فلما غاب عنها عاودها بثّها وأسفت عليه ، وأقنطها الشيطان فاهتمّت به وكادت تفتضح ، وجعلت الأخت تقصّه ، أي : تطلب أثره ، وتقدّم باقي القصة في «طه» وغيرها ، والالتقاط : اللقاء عن (٦) غير قصد ، وآل فرعون : أهله وجملته ، واللام في (لِيَكُونَ) : لام العاقبة.
وقال ص : (لِيَكُونَ) : اللام للتعليل المجازيّ ، ولمّا كان مآله إلى ذلك ، عبّر عنه بلام العاقبة ، وبلام الصيرورة ، انتهى.
__________________
(١) أخرجه البخاري (١٠ / ٥٧٦ ـ ٥٧٧) كتاب الأدب : باب قول الرجل للرجل : اخسأ ، حديث (٦١٧٣ ـ ٦١٧٤ ـ ٦١٧٥) ، ومسلم (٤ / ٢٢٤٤ ـ ٢٢٤٥) كتاب الفتن : باب ذكر ابن صياد ، حديث (٩٥ / ٢٩٣٠) من حديث عمر.
(٢) أخرجه الطبريّ (١٠ / ٢٨) رقم (٢٧١٦٦) ، وذكره ابن عطية (٤ / ٢٧٦) ، والسيوطي (٥ / ٢٢٧) ، وعزاه لعبد بن حميد ، وابن جرير عن قتادة.
(٣) ينظر : «السبعة» (٤٩٢) ، و «الحجة» (٥ / ٤٤١) ، و «إعراب القراءات» (٢ / ١٦٨) ، و «معاني القراءات» (٢ / ٢٤٩) ، و «شرح الطيبة» (٥ / ١٢٠) ، و «العنوان» (١٤٧) ، و «حجة القراءات» (٥٤١) ، و «شرح شعلة» (٥٣٢) ، و «إتحاف» (٢ / ٣٤٠)
(٤) أخرجه الطبريّ (١٠ / ٢٩ ـ ٣٠) رقم (٢٧١٧٣) ، (٢٧١٧٦) بنحوه ، وذكره ابن عطية (٤ / ٢٧٦ ـ ٢٧٧)
(٥) في أ : يوحاتة.
(٦) في أ : من.