وقرأ حمزة ، والكسائيّ (١) «وحزنا» ـ بضمّ الحاء وسكون الزاي ـ ، والخاطئ : متعمد الخطإ ، والمخطئ الذي لا يتعمده.
وقوله : (وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) أي : بأنه هو الذي يفسد ملك فرعون على يده ؛ قاله قتادة (٢) وغيره.
(وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْ لا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (١٠) وَقالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (١١) وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ ناصِحُونَ (١٢) فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (١٣) وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوى آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) (١٤)
(وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً) أي : فارغا من كلّ شيء إلا من ذكر موسى (٣).
قاله ابن عباس.
قال مالك : هو ذهاب العقل ، وقالت فرقة : (فارِغاً) من الصبر.
وقوله تعالى : (إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ) أي : أمر ابنها ، وروي أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : كادت أمّ موسى أن تقول : «وابناه وتخرج سائحة على وجهها». والربط على القلب : تأنيسه وتقويته ، و (لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) أي : من المصدّقين بوعد الله سبحانه وما أوحي إليها به ، و (عَنْ جُنُبٍ) أي : ناحية ، فمعنى (عَنْ جُنُبٍ) : عن بعد لم تدن منه فيشعر لها.
وقوله : (وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) معناه : أنها أخته ، ووعد الله المشار إليه هو الذي أوحاه إليها أولا ، إمّا بملك / أو بمنامة ، حسبما تقدّم ، والقول بالإلهام ضعيف أن يقال فيه وعد.
وقوله : (أَكْثَرَهُمْ) يريد به القبط ، والأشدّ : شدة البدن واستحكام أمره وقوته ،
__________________
(١) ينظر : «السبعة» (٤٩٢) ، و «الحجة» (٥ / ٤١٢) ، و «إعراب القراءات» (٢ / ١٦٨) ، و «معاني القراءات» (٢ / ٢٤٩) ، و «شرح الطيبة» (٥ / ١٢١) ، و «العنوان» (١٤٧) ، و «حجة القراءات» (٥٤٢) ، و «شرح شعلة» (٥٣٢) ، و «إتحاف» (٢ / ٣٤١)
(٢) أخرجه الطبريّ (١٠ / ٣٤) رقم (٢٧١٩٢) بنحوه ، وذكره ابن عطية (٤ / ٢٧٨) ، والسيوطي (٥ / ٢٢٨ ـ ٢٢٩) ، وعزاه لعبد بن حميد ، وابن جرير عن قتادة.
(٣) أخرجه الطبريّ (١٠ / ٣٥) رقم (٢٧٢٠١) ، وذكره ابن عطية (٤ / ٢٧٨) ، وابن كثير (٣ / ٣٨١) ، والسيوطي (٥ / ٢٢٩) ، وعزاه للفريابي ، وابن أبي شيبة وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه عن ابن عباس.