الإشارة بهما إلى قريش ؛ لأنهم الأهم ؛ قاله مجاهد (١).
(وَقالُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آياتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (٥٠) أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٥١) قُلْ كَفى بِاللهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْباطِلِ وَكَفَرُوا بِاللهِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ) (٥٢)
(وَقالُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آياتٌ مِنْ رَبِّهِ) الضمير في : (قالُوا) لقريش ولبعض اليهود ؛ لأنهم كانوا يعلّمون قريشا مثل هذه الحجة ؛ على ما مر في غير ما موضع. ثم احتج عليهم في اقتراحهم آية بأمر القرآن الذي هو أعظم الآيات ؛ ومعجز للجن والإنس ؛ فقال سبحانه : (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ ...) الآية.
وقوله : (آمَنُوا بِالْباطِلِ) يريد : الأصنام وما في معناها.
(وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَلَوْ لا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجاءَهُمُ الْعَذابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (٥٣) يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ (٥٤) يَوْمَ يَغْشاهُمُ الْعَذابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٥٥) يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ) (٥٦)
وقوله تعالى : (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ) يريد : كفار قريش ، وباقي الآية بيّن مما تقدم مكرّرا والله الموفق بفضله. و (بَغْتَةً) : معناه : فجأة : وهذا هو عذاب الدنيا ؛ كيوم بدر ونحوه. ثم توعدهم سبحانه بعذاب الآخرة في قوله : (يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ ...) الآية.
وقوله تعالى : (يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ ...) الآيات ، هذه الآيات نزلت في تحريض المؤمنين الكائنين بمكّة على الهجرة. قال ابن جبير (٢) ، وعطاء (٣) ومجاهد (٤) : إن الأرض التي فيها الظلم والمنكر ؛ تترتب فيها هذه الآية وتلزم
__________________
(١) أخرجه الطبريّ (١٠ / ١٥٢) رقم (٢٧٨٣٢) بنحوه ، وذكره ابن عطية (٤ / ٣٢٢) ، والسيوطي (٥ / ٢٨٣) بنحوه ، وعزاه لابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن مجاهد.
(٢) أخرجه الطبريّ (١٠ / ١٥٦) رقم (٢٧٨٤٥ ـ ٢٧٨٤٦) بنحوه ، وذكره البغوي (٣ / ٤٧٢) بنحوه ، وابن عطية (٤ / ٣٢٤) ، والسيوطي (٥ / ٢٨٥) بنحوه ، وعزاه لابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير.
(٣) أخرجه الطبريّ (١٠ / ١٥٦) رقم (٢٧٨٤٧) بنحوه ، وذكره البغوي (٣ / ٤٧٢) بنحوه ، وابن عطية (٤ / ٣٢٤) ، والسيوطي (٥ / ٢٨٥) ، وعزاه لابن أبي الدنيا في «العزلة» ، وابن جرير عن عطاء.
(٤) أخرجه الطبريّ (١٠ / ١٥٦) رقم (٢٧٨٤٩) بنحوه ، وذكره البغوي (٣ / ٤٧٢) بنحوه ، وابن عطية (٤ / ٣٢٤) ، والسيوطي (٥ / ٢٨٥) ، وعزاه للفريابي ، وابن جرير عن مجاهد.