ص : وقال الزجاج (١) : المبلس : الساكت المنقطع / في حجته ؛ اليائس من أن يهتدي إليها ، انتهى.
(وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ (١٤) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (١٥) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الْآخِرَةِ فَأُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ) (١٦)
وقوله جلت عظمته : (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ) معناه : في المنازل والأحكام والجزاء. قال قتادة (٢) : فرقة ؛ والله ـ لا اجتماع بعدها. و (يُحْبَرُونَ) معناه ينعّمون ؛ قاله مجاهد (٣). والحبرة والحبور : السرور ، وقال يحيى بن أبي كثير : (يُحْبَرُونَ) معناه : يسمعون الأغاني ؛ وهذا نوع من الحبرة.
ت : وفي الصحيح من قول أبي موسى : لو شعرت بك يا رسول الله لحبّرته لك تحبيرا ؛ أو كما قال.
وقال ص : (يُحْبَرُونَ) : قال الزجاج (٤) : التحبير : التحسين ، والحبر العالم ، إنما هو من هذا المعنى ؛ لأنه متخلّق بأحسن أخلاق المؤمنين ، والحبر المداد إنما سمي به ؛ لأنه يحسّن به ، انتهى. قال الأصمعيّ : ولا يقال : روضة حتى يكون فيها ماء ؛ يشرب منه. ومعنى : (فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ) أي : مجموعون له : لا يغيب أحد عنه.
(فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (١٧) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (١٨) يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ (١٩) وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (٢٠) وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٢١) وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ (٢٢) وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ
__________________
(١) ينظر : «معاني القرآن» للزجاج (٤ / ١٧٩)
(٢) أخرجه الطبريّ (١٠ / ١٧٢) رقم (٢٧٩١١) ، وذكره ابن عطية (٤ / ٣٣١) ، وابن كثير (٣ / ٤٢٨) ، والسيوطي (٥ / ٢٩٣) ، وعزاه لعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن قتادة.
(٣) أخرجه الطبريّ (١٠ / ١٧٣) رقم (٢٧٩١٣) ، وذكره البغوي (٣ / ٤٧٩) ، وابن عطية (٤ / ٣٣١) ، وابن كثير (٣ / ٤٢٨) ، والسيوطي (٥ / ٢٩٤) ، وعزاه للفريابي ، وابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن مجاهد.
(٤) ينظر : «معاني القرآن» للزجاج (٤ / ١٨٠)