يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (٤٠) ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٤١) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ (٤٢) فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ (٤٣) مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ (٤٤) لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ (٤٥) وَمِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٤٦) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلاً إِلى قَوْمِهِمْ فَجاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَانْتَقَمْنا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) (٤٧)
وقوله تعالى : (وَإِذا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ...) الآية ، ابتداء إنحاء على عبدة الأصنام.
قال ع (١) : ويلحق من هذه الألفاظ شيء للمؤمنين ؛ إذا جاءهم فرج بعد شدة ؛ فعلقوا ذلك بمخلوقين ، أو بحذق آرائهم ، وغير ذلك ؛ لأن فيه قلة شكر لله تعالى ؛ ويسمى تشريكا مجازا. والسلطان هنا البرهان من رسول أو كتاب ، ونحوه.
وقوله تعالى : (فَهُوَ يَتَكَلَّمُ) معناه فهو يظهر حجتهم ، ويغلب مذهبهم ، وينطق بشركهم. ثم قال تعالى : (وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِها ...) الآية ، وكل أحد يأخذ من هذه الخلق بقسط ، فالمقل والمكثر ، إلا من ربطت الشريعة جأشه ، ونهجت السنة سبيله ، وتأدّب بآداب الله ، فصبر عند الضراء ؛ وشكر عند السراء ، ولم يبطر عند النّعمة ، ولا قنط عند الابتلاء ، والقنط : اليأس الصريح. ثم ذكر تعالى الأمر الذي من اعتبره ؛ لم ييأس من روح الله ـ وهو أنه سبحانه يخصّ من يشاء من عباده ببسط الرزق ، ويقدر على من يشاء منهم. فينبغي لكل عبد أن يكون راجيا ما عند ربه. ثم أمر تعالى نبيّه ـ عليهالسلام ـ أمرا تدخل فيه أمته ـ على جهة الندب ـ بإيتاء ذي القربى حقّه من صلة المال ، وحسن المعاشرة ولين القول ، قال الحسن (٢) : حقه المواساة في اليسر ، وقول ميسور في العسر.
قال ع (٣) : ومعظم ما قصد أمر المعونة بالمال.
__________________
(١) ينظر : «المحرر» (٤ / ٣٣٧)
(٢) أخرجه الطبريّ (١٠ / ١٨٧) رقم (٢٧٩٧٦) ، وذكره ابن عطية (٤ / ٣٣٨)
(٣) ينظر : «المحرر» (٤ / ٣٣٨)