ت : وعن أبي هريرة عن النّبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «إنّ الله عزوجل يقول : أنا مع عبدي إذا هو ذكرني وتحرّكت بي شفتاه» (١). رواه ابن ماجه ، واللفظ له وابن حبّان في «صحيحه» ورواه الحاكم في «المستدرك» من حديث أبي الدرداء.
وروى جابر بن عبد الله ؛ قال : خرج علينا النبيّ صلىاللهعليهوسلم فقال : «يا أيّها النّاس ، إن لله سرايا من الملائكة تحلّ وتقف على مجالس الذّكر في الأرض ، فارتعوا في رياض الجنّة ، قالوا : وأين رياض الجنّة يا رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ قال : مجالس الذّكر ؛ فاغدوا وروحوا في ذكر الله ؛ وذكروه أنفسكم من كان يحبّ أن يعلم منزلته عند الله ؛ فلينظر كيف منزلة الله عنده ؛ فإنّ الله ينزل العبد منه ، حيث أنزله من نفسه» (٢) رواه الحاكم في «المستدرك» وقال : صحيح الإسناد.
وعن معاذ بن جبل قال : سألت النبيّ صلىاللهعليهوسلم أيّ الأعمال أحبّ إلى الله تعالى؟ قال : «أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله» (٣) رواه ابن حبّان في «صحيحه» ، انتهى من «السلاح». ولو لا خشية الإطالة ، لأتيت في هذا الباب بأحاديث كثيرة ، وروى ابن المبارك في «رقائقه» قال : أخبرنا سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : لا يكون الرجل من الذّاكرين الله كثيرا والذّاكرات ؛ حتّى يذكر الله قائما وقاعدا ومضطجعا ، انتهى.
وفي «مصحف ابن مسعود (٤)» «يحسبون الأحزاب قد ذهبوا فإذا وجدوهم لم يذهبوا ودّوا أنّهم بادون في الأعراب».
__________________
(١) أخرجه أحمد (٢ / ٥٤٠) ، وابن ماجه (٢ / ١٢٤٦) ، كتاب الأدب : باب فضل الذكر ، حديث (٣٧٩٢) ، والحاكم (١ / ٤٩٦) ، وابن حبان (٣ / ٩٧) رقم (٨١٥) من طريق أم الدرداء عن أبي هريرة.
وصححه الحاكم ، ووافقه الذهبي.
وصححه ابن حبان.
(٢) أخرجه الحاكم (١ / ٤٩٤) ، وأبو يعلى (٣ / ٣٩٠ ـ ٣٩١) رقم (١٨٦٥) من طريق عمر بن عبد الله مولى غفرة عن أيوب بن خالد بن صفوان عن جابر به.
وقال الحاكم : صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه.
وتعقبه الذهبي فقال : عمر ضعيف.
وقال الهيثمي في «المجمع» (١٠ / ٨٠) : رواه أبو يعلى ، والبزار ، والطبراني في «الأوسط» ، وفيه عمر بن عبد الله مولى غفرة ، وقد وثقه غير واحد ، وضعفه جماعة ، وبقية رجالهم رجال الصحيح.
(٣) أخرجه ابن حبان (٣ / ٩٩ ـ ١٠٠) رقم (٨١٨) ، وابن السني رقم (٢) ، والطبراني في «الكبير» (٢٠ / ١٠٧) رقم (٢١٢) ، والبزار (٣٠٥٩ كشف) من حديث معاذ بن جبل. وذكره الهيثمي في «المجمع» (١٠ / ٧٧) ، وقال : رواه الطبراني بأسانيد ، وفي هذه الطريق خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك ضعفه جماعة ، ووثقه أبو زرعة وغيره ، وبقية رجاله ثقات ، ورواه البزار من غير طريقه ، وإسناده حسن.
(٤) ينظر : «المحرر الوجيز» (٤ / ٣٧٧)