وهذا الحديث خرّجه ابن حبّان في «صحيحه».
وقوله : (وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) أراد في كل الأوقات فحدّد الزمن بطرفي نهاره وليله ، والأصيل من العصر إلى الليل ، وعن ابن أبي أوفى قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّ خيار عباد الله الّذين يراعون الشمس والقمر والأظلّة لذكر الله» (١) رواه الحاكم في «المستدرك» ، انتهى من «السلاح».
وقوله سبحانه : (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ ...) الآية : صلاة الله على العبد هي رحمته له ، وصلاة الملائكة هي دعاؤهم للمؤمنين. ثم أخبر تعالى برحمته بالمؤمنين تأنيسا لهم.
وقوله تعالى : (تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ) قيل : يوم القيامة تجيء الملائكة المؤمنين بالسلام ، ومعناه : السلامة من كل مكروه ، وقال قتادة : يوم دخولهم الجنّة يحي بعضهم بعضا بالسلام (٢) ، والأجر الكريم : جنة الخلد في جوار الله تبارك وتعالى.
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً (٤٥) وَداعِياً إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً (٤٦) وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللهِ فَضْلاً كَبِيراً (٤٧) وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ وَدَعْ أَذاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً (٤٨) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَما لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَها فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَراحاً جَمِيلاً) (٤٩)
وقوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً ...) الآية ، هذه الآية فيها تأنيس للنبي صلىاللهعليهوسلم وللمؤمنين ، وتكريم لجميعهم.
وقوله : (وَداعِياً إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ) أي : بأمره (وَسِراجاً مُنِيراً) استعارة للنور الذي تضمّنه شرعه.
وقوله تعالى : (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللهِ فَضْلاً كَبِيراً).
__________________
(١) أخرجه الحاكم (١ / ٥١) ، والبيهقي (١ / ٣٧٩) ، كتاب الصلاة : باب مراعاة أداء المواقيت ، من حديث ابن أبي أوفى مرفوعا.
وقال الحاكم : إسناده صحيح. ووافقه الذهبي.
(٢) أخرجه الطبريّ (١٠ / ٣٠٦) رقم (٢٨٥٣٤) بنحوه ، وذكره ابن عطية (٤ / ٣٨٩) ، وابن كثير في «تفسيره» (٣ / ٤٩٦). والسيوطي في «الدر المنثور» (٥ / ٣٩٠) ، وعزاه لعبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه.