واللفظ له ، وابن ماجه ، والترمذيّ ، وقال الترمذيّ : حديث حسن ، ورواه أبو داود أيضا من حديث أبي هريرة (١) ، انتهى من «السلاح».
وقوله تعالى : (وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً ...) الآية ، هي آية الحجاب ، والمتاع عام في جميع ما يمكن أن يطلب من المواعين وسائر المرافق ، وباقي الآية بيّن. وقد تقدّم في سورة النور طرف من بيانه فأغنى عن إعادته.
(إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً (٥٦) إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً (٥٧) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً (٥٨) يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) (٥٩)
وقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ...) الآية ، تضمّنت شرف النّبي صلىاللهعليهوسلم وعظيم منزلته عند الله تعالى.
قالت فرقة : تقدير الآية : أن الله يصلّي وملائكته يصلّون ، فالضّمير في قوله (يُصَلُّونَ) : للملائكة فقط. وقالت فرقة : بل الضمير في (يُصَلُّونَ) لله والملائكة ؛ وهذا قول من الله تعالى ، شرّف به ملائكته ؛ فلا يرد عليه الاعتراض الذي جاء في قول الخطيب : من يطع الله ورسوله ، فقد رشد ، ومن يعصهما ، فقد ضلّ ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوسلم : «بئس الخطيب أنت» (٢). وهذا القدر كاف هنا ، وصلاة الله تعالى : رحمة منه وبركة ، وصلاة الملائكة : دعاء ، وصلاة المؤمنين : دعاء ، وتعظيم ، والصلاة على النبي صلىاللهعليهوسلم في كل حين ؛ من الواجبات وجوب السنن المؤكّدة التي لا يسع تركها ؛ ولا يغفلها إلّا من لا خير فيه ، وفي حديث ابن عباس : أنه لما نزلت هذه الآية ؛ قال قوم من الصحابة : «هذا السلام عليك يا رسول الله ؛ قد عرفناه ، فكيف نصلّي عليك؟» الحديث (٣).
__________________
ـ من حديث ثوبان. وله شاهد من حديث أبي هريرة :
أخرجه أبو داود (١ / ٧٠ ـ ٧١) كتاب الطهارة : باب أيصلي الرجل وهو حاقن ، حديث (٧١)
(١) ينظر : الحديث السابق.
(٢) أخرجه مسلم (٢ / ٥٩٤) كتاب الجمعة : باب تخفيف الصلاة والخطبة حديث (٤٨ / ٨٧٠) ، وأبو داود (١ / ٣٥٥ ـ ٣٥٦) كتاب الصلاة : باب الرجل يخطب على قوس حديث (١٠٩٩) ، والنسائي (٦ / ٩٠) وأحمد (٤ / ٢٥٦ ، ٣٧٩) ، والحاكم (١ / ٢٨٩)
(٣) تقدم تخريجه.