النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «أولى النّاس بي يوم القيامة أكثرهم عليّ صلاة» (١). رواه الترمذيّ ، وابن حبّان في «صحيحه» ، ولفظهما سواء ، وقال الترمذيّ : حسن غريب. انتهى من «السلاح».
وقوله سبحانه : (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَ) الجلباب : ثوب أكبر من الخمار ، وروي عن ابن عباس وابن مسعود : أنّه الخمار ، واختلف في صورة إدنائه : فقال ابن عباس (٢) / وغيره : ذلك أن تلويه المرأة حتّى لا يظهر منها إلّا عين واحدة تبصر بها ، وقال ٧٧ أابن عباس أيضا وقتادة : ذلك أن تلويه على الجبين وتشدّه ، ثم تعطفه على الأنف ، وإن ظهرت عيناها ؛ لكنّه يستر الصدر ومعظم الوجه (٣).
وقوله : (ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ) : أي حتى لا يختلطن بالإماء ، فإذا عرفن لم يقابلن بأذى من المعارضة ؛ مراقبة لرتبة الحرائر ، وليس المعنى أن تعرف المرأة حتّى يعلم من هي ؛ وكان عمر إذا رأى أمة قد تقنعت قنّعها بالدّرّة محافظة على زيّ الحرائر.
(لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها إِلاَّ قَلِيلاً (٦٠) مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً (٦١) سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً (٦٢) يَسْئَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللهِ وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً (٦٣) إِنَّ اللهَ لَعَنَ الْكافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً (٦٤) خالِدِينَ فِيها أَبَداً لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (٦٥) يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يا لَيْتَنا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا (٦٦) وَقالُوا رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا (٦٧) رَبَّنا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً (٦٨) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قالُوا وَكانَ عِنْدَ اللهِ وَجِيهاً (٦٩) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (٧٠) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً) (٧١)
وقوله تعالى : (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ ...) الآية. اللام في قوله : (لَئِنْ) هي المؤذنة بمجيء القسم ، واللام في (لَنُغْرِيَنَّكَ) : هي لام القسم.
__________________
(١) أخرجه الترمذيّ (٢ / ٣٥٤) كتاب الصلاة : باب ما جاء في فضل الصلاة على النبي صلىاللهعليهوسلم ، حديث (٤٨٤) ، وابن
حبان (٣ / ١٩٢) ، رقم (٩١١) ، من حديث ابن مسعود.
وقال الترمذيّ : هذا حديث حسن غريب. وصححه ابن حبان.
(٢) أخرجه الطبريّ (١٠ / ٣٣٢) عن ابن عباس برقم (٢٨٦٤٧) ، وذكره البغوي (٣ / ٥٤٤) ، وابن عطية (٤ / ٣٩٩) ، وابن كثير في «تفسيره» (٨ / ٥) عن ابن عباس رضي الله عنه ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٥ / ٤١٥) ، وعزاه لابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن ابن عباس.
(٣) ذكره ابن عطية (٤ / ٣٩٩)