وقال كعب ذم الله قومه ولم يذمه.
قوله تعالى : (وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) أي من الأمم الكافرة (أَهْلَكْناهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ).
(وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ (٣٨) ما خَلَقْناهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٣٩) إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (٤٠) يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (٤١) إِلاَّ مَنْ رَحِمَ اللهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (٤٢) إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (٤٣) طَعامُ الْأَثِيمِ (٤٤) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (٤٥) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (٤٦))
(وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ ما خَلَقْناهُما إِلَّا بِالْحَقِ) أي بالعدل وهو الثواب على الطاعة والعقاب على المعصية (وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) قوله عزوجل : (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ) أي الذي يفصل الله فيه بين العباد (مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ) أي يوافي يوم القيامة الأولون والآخرون (يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً) أي لا ينفع قريب قريبه ولا يدفع عنه شيئا (وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ) أي يمنعون من عذاب الله (إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللهُ) يعني المؤمنين فإنه يشفع بعضهم لبعض (إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ) أي في انتقامه من أعدائه (الرَّحِيمُ) أي بأوليائه المؤمنين ، قوله تعالى : (إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعامُ الْأَثِيمِ) أي ذي الإثم وهو أبو جهل (كَالْمُهْلِ) أي كدردي الزيت الأسود (يَغْلِي فِي الْبُطُونِ) أي في بطون الكفار (كَغَلْيِ الْحَمِيمِ) يعني كالماء الحار إذا اشتد غليانه عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلىاللهعليهوسلم «في قوله كالمهل ؛ قال كعكر الزيت فإذا قرب إلى وجهه سقطت فروة وجهه فيه» أخرجه الترمذي وقال لا نعرفه إلا من حديث رشدين سعد وقد تكلم فيه من قبل حفظه.
عن ابن عباس «أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قرأ هذه الآية : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لو أن قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم فكيف بمن تكون طعامه» أخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
(خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ (٤٧) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذابِ الْحَمِيمِ (٤٨) ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (٤٩) إِنَّ هذا ما كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ (٥٠) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ (٥١) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٥٢) يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقابِلِينَ (٥٣) كَذلِكَ وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (٥٤) يَدْعُونَ فِيها بِكُلِّ فاكِهَةٍ آمِنِينَ (٥٥) لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلاَّ الْمَوْتَةَ الْأُولى وَوَقاهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ (٥٦))
قوله تعالى : (خُذُوهُ) أي يقال للزبانية خذوه يعني الأثيم (فَاعْتِلُوهُ) أي دافعوه وسوقوه بالعنف (إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ) أي إلى وسط النار (ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذابِ الْحَمِيمِ) قيل إن خازن النار يضرب على رأسه فينقب رأسه من دماغه ثم يصب فيه ماء حميما قد انتهى حره ثم يقال له (ذُقْ) أي هذا العذاب (إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ) أي عند قومك بزعمك وذلك أن أبا جهل لعنه الله كان يقول أنا أعز أهل الوادي وأكرمهم فيقول له خزنة النار هذا على طريق الاستخفاف والتوبيخ (إِنَّ هذا ما كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ) أي تشكون فيه ولا تؤمنون به ثم ذكر مستقر المتقين (فِي مَقامٍ أَمِينٍ) أي في مجلس أمنوا فيه من الغير (فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ) قيل السندس ما رق من الديباج والإستبرق ما غلظ منه وهو معرب إستبر.
فإن قلت كيف ساغ أن يقع في القرآن العربي المبين لفظ أعجمي.
قلت إذا عرب خرج من أن يكون أعجميا لأن معنى التعريب أن يجعل عربيا بالتصرف فيه وتغييره عن