منهاجه وإجرائه على أوجه الإعراب (مُتَقابِلِينَ) أي يقابل بعضهم بعضا (كَذلِكَ) أي كما أكرمناهم بما وصفنا من الجنات والعيون واللباس كذلك (وَ) أكرمناهم بأن (زَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ) أي قرناهم بهن وليس هو من عقد التزويج وقيل جعلناهم أزواجا لهن أي جعلناهم اثنين واثنين الحور من النساء النقيات البيض ، وقيل يحار الطرف من بياضهن وصفاء لونهن وقيل الحور الشديدات بياض العينين (يَدْعُونَ فِيها بِكُلِّ فاكِهَةٍ) يعني أرادوها واشتهوها (آمِنِينَ) أي من نفادها ومن مضرتها وقيل آمنين فيها من الموت والأوصاب والشيطان (لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى) أي لا يذوقون في الجنة الموت سوى الموتة التي ذاقوها في الدنيا إلا وقيل إلا بمعنى لكن ، وتقديره ليذوقون فيها الموت لكن الموتة الأولى قد ذاقوها وقيل إنما استثنى الموتة من موت الجنة لأن السعداء حين يموتون يصيرون بلطف الله إلى أسباب الجنة يلقون الروح والريحان ويرون منازلهم في الجنة فكان موتهم في الدنيا كأنه في الجنة لاتصالهم بأسبابها ومشاهدتهم إياها (وَوَقاهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ).
(فَضْلاً مِنْ رَبِّكَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٥٧) فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٥٨) فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ (٥٩))
(فَضْلاً مِنْ رَبِّكَ) يعني كل ما وصل إليه المتقون من الخلاص من عذاب النار والفوز بالجنة إنما حصل لهم ذلك بفضل الله تعالى وفعل ذلك بهم تفضلا منه (ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ) أي سهلنا القرآن على لسانك كناية عن غير مذكور (لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) أي يتعظون (فَارْتَقِبْ) أي فانتظر النصر من ربك وقيل انتظر لهم العذاب (إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ) أي منتظرون قهرك بزعمهم وقيل منتظرون موتك قيل هذه الآية منسوخة بآية السيف عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك» أخرجه الترمذي وقال حديث غريب وعمر بن خثعم أحد رواته وهو ضعيف ، وقال البخاري : هو منكر الحديث وعنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «من قرأ حم الدخان ليلة الجمعة غفر له» أخرجه الترمذي وقال هشام أبو المقداد أحد رواته ضعيف والله أعلم.