النساء وهو أن تكون المرأة بيضاء مشوبة بصفرة والعرب تشبه المرأة ببيض النعامة وتسميهن ببيضات الخدور. قوله عزوجل :
(فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ (٥٠) قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كانَ لِي قَرِينٌ (٥١) يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ (٥٢) أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَدِينُونَ (٥٣) قالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ (٥٤) فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ (٥٥) قالَ تَاللهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ (٥٦) وَلَوْ لا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (٥٧) أَفَما نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (٥٨) إِلاَّ مَوْتَتَنَا الْأُولى وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (٥٩) إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٦٠) لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ (٦١) أَذلِكَ خَيْرٌ نُزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (٦٢))
(فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ) يعني أهل الجنة في الجنة (يَتَساءَلُونَ) أي يسأل بعضهم بعضا عن حاله في الدنيا (قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ) أي من أهل الجنة (إِنِّي كانَ لِي قَرِينٌ) أي في الدنيا ينكر البعث قيل كان قرينه شيطانا وقيل كان من الإنس قيل كانا أخوين وقيل كانا شريكين أحدهما كافر اسمه قطروس والآخر مؤمن اسمه يهوذا وهما اللذان قص الله عزوجل خبرهما في سورة الكهف في قوله : (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ)(يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ) أي بالبعث (أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَدِينُونَ) أي مجزيون ومحاسبون وهذا استفهام إنكاري (قالَ) الله تعالى لأهل الجنة (هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ) أي إلى النار وقيل يقول المؤمن لإخوانه من أهل الجنة هل أنتم مطلعون أي لننظر كيف منزلة أخي في النار فيقول أهل الجنة أنت أعرف به منا (فَاطَّلَعَ) أي المؤمن قال ابن عباس إن في الجنة كوى ينظر منها أهلها إلى النار (فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ) أي فرأى قرينه في وسط النار سمي وسط الشيء سواء لاستواء الجوانب منه (قالَ تَاللهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ) أي والله لقد كدت أن تهلكني وقيل تغويني ومن أغوى إنسانا فقد أرداه وأهلكه (وَلَوْ لا نِعْمَةُ رَبِّي) أي رحمة ربي وإنعامه علي بالإسلام (لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ) أي معك في النار (أَفَما نَحْنُ بِمَيِّتِينَ إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولى) أي في الدنيا (وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ) قيل يقول هذا أهل الجنة للملائكة حين يذبح الموت فتقول الملائكة لهم لا فيقولون (إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) وإنما يقولونه على جهة التحدث بنعمة الله عليهم في أنهم لا يموتون ولا يعذبون ليفرحوا بدوام النعيم لا على طريق الاستفهام لأنهم قد علموا أنهم ليسوا بميتين ولا معذبين ولكن أعادوا الكلام ليزدادوا سرورا بتكراره وقيل يقوله المؤمن لقرينه على جهة التوبيخ بما كان ينكره قال الله تعالى : (لِمِثْلِ هذا) أي المنزل والنعيم الذي ذكره في قوله : (أُولئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ)(فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ) هذا ترغيب في ثواب الله تعالى وما عنده بطاعته.
قوله تعالى : (أَذلِكَ) أي الذي ذكره لأهل الجنة من النعيم. (خَيْرٌ نُزُلاً) أي رزقا (أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ) التي هي نزل أهل النار والزقوم شجرة خبيثة مرة كريهة الطعم يكره أهل النار على تناولها فهم يتزقمونه على أشد كراهة وقيل هي شجرة تكون بأرض تهامة من أخبث الشجر.
(إِنَّا جَعَلْناها فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ (٦٣) إِنَّها شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (٦٤) طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ (٦٥) فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْها فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ (٦٦) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْها لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ (٦٧) ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ (٦٨) إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آباءَهُمْ ضالِّينَ (٦٩) فَهُمْ عَلى آثارِهِمْ يُهْرَعُونَ (٧٠) وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ (٧١) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ (٧٢) فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (٧٣) إِلاَّ عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ (٧٤))
(إِنَّا جَعَلْناها فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ) أي للكافرين وذلك أنهم قالوا كيف تكون في النار شجرة والنار تحرق الشجر ، وقال ابن الزبعرى لصناديد قريش إن محمدا يخوفنا بالزقوم والزقوم بلسان بربر الزبد والتمر ، وقيل هو