كيف يكون له قبل وهو قبل القبل بلا غاية ولا منتهى ، غاية ولا غاية إليها ، غاية انقطعت الغايات عنه ، فهو غاية كل غاية ، فقال : أشهد أن دينك الحق وأن ما خالفه باطل.
٧ ـ حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضياللهعنه ، قال : حدثنا محمد بن هارون الصوفي ، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى أبو تراب الروياني ، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني ، عن إبراهيم بن أبي محمود ، قال : قلت للرضا عليهالسلام : يا ابن رسول الله ما تقول في الحديث الذي يرويه الناس عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : إن الله تبارك وتعالى ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا؟ فقال عليهالسلام : لعن الله المحرفين الكلم عن مواضعه ، والله ما قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كذلك ، إنما قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : إن الله تبارك وتعالى ينزل ملكا إلى السماء الدنيا كل ليلة في الثلث الأخير ، وليلة الجمعة في أول الليل فيأمره فينادي هل من سائل فاعطيه؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ يا طالب الخير أقبل ، يا طالب الشر اقصر ، فلا يزال ينادي بهذا حتى يطلع الفجر ، فإذا طلع الفجر عاد إلى محله من ملكوت السماء ، حدثني بذلك أبي عن جدي ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
٨ ـ حدثنا محمد بن محمد بن عصام رحمهالله ، قال : حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال : حدثنا علي بن محمد ، عن محمد بن سليمان ، عن إسماعيل بن إبراهيم ، عن جعفر بن محمد التميمي ، عن الحسين بن علوان ، عن عمرو بن خالد (١) عن زيد ابن علي عليهالسلام قال : سألت أبي سيد العابدين عليهالسلام فقلت له : يا أبه أخبرني عن جدنا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لما عرج به إلى السماء وأمره ربه عزوجل بخمسين صلاة كيف لم يسأله التخفيف عن أمته حتى قال له موسى بن عمران عليهالسلام : ارجع إلى ربك فسأله التخفيف فإن أمتك لا تطيق ذلك؟ فقال عليهالسلام : يا بني ، إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان لا يقترح على ربه عزوجل ولا يراجعه في شيء يأمره به ، فلما سأله موسى عليهالسلام ذلك وصار شفيعا لأمته إليه لم يجز له رد شفاعة أخيه موسى عليهالسلام ، فرجع إلى ربه عزوجل فسأله التخفيف إلى أن ردها إلى خمس صلوات ، قال :
__________________
١ ـ في نسخة ( ج ) و ( ط ) و ( ن ) ( عمر بن خالد ) وهو تصحيف.