الثاني عشر : قوله تعالى : (الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ) (١).
وجه الاستدلال : أنّ هؤلاء تثبت لهم صفة المدح المطلق دائما ، فالمراد إمّا الصابرين والصادقين ـ ... إلى آخره ـ في البعض ، أو في جميع الأحوال عن جميع المعاصي وعلى جميع الطاعات.
والأوّل باطل ؛ وإلّا لم يثبت لهم المدح المطلق ، واشترك الكلّ فيه ، فلا يوجب تخصيصا في المدح.
والثاني هو المعصوم ، فثبت ، فيستحيل أن يكون الإمام غيره.
وهذه الآية عامّة في جميع الأزمنة ، ولا تخصّ الرسل.
الثالث عشر : قوله تعالى : (وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ) (٢).
وجه الاستدلال : أنّ (اخْتَلَفَ) نكرة ، وقد وقعت في معرض النفي فتعمّ (٣) ، فيلزم أنّ كلّ اختلافهم بعد العلم [(بَغْياً بَيْنَهُمْ) ، وإنّما يتحقّق ذلك لو كان لهم إلى العلم] (٤) طريق ، وقد بيّنّا وجوب المعصوم في ذلك الطريق (٥) ، فيلزم ثبوته. وليس [لطفنا] (٦) أقلّ من لطفهم.
__________________
(١) آل عمران : ١٧.
(٢) آل عمران : ١٩.
(٣) العدّة في أصول الفقه ١ : ٢٧٥ ، مبادئ الوصول الى علم الأصول : ١٢٢. المعتمد في أصول الفقه : ١ / ١٩٢. اللمع في أصول الفقه : ٢٧.
(٤) من «ب».
(٥) بيّنه في الدليل الخامس والعشرين من المائة الأولى.
(٦) في «أ» و «ب» : (لطفا) ، وما أثبتناه للسياق.