الأوّل : القوّة الشهوية والوهمية منشأ المفسدة ، [والقوّة العقلية هي منشأ] (١) المصلحة ، وهي المانعة لهما.
والإمام إنّما جعل معاضدا للثانية ومتمّما لفعلها في كلّ وقت ؛ لغلبة الأوليين في كثير من الناس ، ولا يتمّ ذلك إلّا مع كونه معصوما ؛ إذ غير المعصوم قد تقوى الشهوية والغضبية عليه ، وتكون العقلية مغلوبة معه ، [فلا يحصل] (٢) المنع منه.
الثاني : علّة الحاجة إلى الإمام في القوّة [العقلية] (٣) إمّا غلبة القوّة الشهوية بالقوّة ، [أو] (٤) بالفعل.
والثاني إمّا دائما ، [أو في الجملة ، وهذه مانعة الخلو (٥) ، وهو ظاهر ؛ إذ لو كانت القوّة الشهوية مغلوبة للعقلية دائما] (٦) في كلّ الناس لم يحتج فعل الطاعات والانتهاء عن المعاصي مع العلم بها إلى الإمام ؛ لتحقّق سبب الأولى الذي من [جملته] (٧) القدرة والداعي وانتفاء الصارف ، فيجب انتفاء سبب الثانية ، ويستحيل وجود ذي المبدأ بدون مبدئه ، فيمتنع. فثبت صحة المنفصلة (٨).
__________________
(١) من «ب».
(٢) في «أ» : (ولا يجعل) ، وما أثبتناه من «ب».
(٣) في «أ» و «ب» : (العملية) ، وما أثبتناه للسياق.
(٤) من «ب».
(٥) مانعة الخلو : وهي التي يحكم فيها بالتنافي بين الجزءين في الكذب فقط ، كقولنا : (إمّا أن يكون زيد في البحر أو لا يغرق). القواعد الجلية في شرح الرسالة الشمسية : ٢٧٨.
(٦) من «ب».
(٧) في «أ» : (جملة) ، وما أثبتناه من «ب».
(٨) المنفصلة : وهي التي يحكم فيها بالتنافي بين القضيّتين في الصدق والكذب معا ، أو في