الثامن والثمانون : لمّا كان الإمام هو الواسطة بين الله تعالى وعبده وكلّ غير المعصومين لزم ألّا يكون منهم ، وإلّا لكان واسطة لنفسه.
التاسع والثمانون : لمّا كان الإمام هو الواسطة بين الله تعالى والأمّة بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله ، لا بدّ وأن يكون أكمل من الجميع فيما هو واسطة فيه. لكنّه واسطة في العلم بالأحكام والعمل.
والأكمل من الكلّ وممّن نفرض وجوده المشارك لهم في علّة الاحتياج إلى الواسطة ، وهو عدم العصمة دائما ، لا بدّ وأن يكون معصوما ، وإلّا لأمكن كمالية أحد منهم عليه في وقت ، هذا خلف.
التسعون : الإمام هو حجّة الله تعالى على كلّ مكلّف في كلّ حكم ، فلا يصدر منه ذنب ؛ لاستحالة أن يجعل الله تعالى حجّته على العباد فاعل الذنب في ذلك الحكم حالة. وهذا ظاهر لا يحتاج إلى برهان.
الحادي والتسعون : كلّ من يجوز خطؤه يحتاج إلى [هاد] (١) إمّا علما أو عملا [أو] (٢) كلاهما ، وهو الإمام.
ولمّا كان واحدا في كلّ زمان كان هاديا للكلّ ، فلا يمكن أن يحتاج هو إلى هاد ، وإلّا لم [يمكن] (٣) هدايته لغيره إلّا بعد تحقّق هاديه ، فلا يكون قوله وفعله حجّة حتى يكون له إمام آخر.
الثاني والتسعون : يستحيل من الله تعالى أن ينصّب للأمّة هاديا يحتاج إلى هاد من غير أن يجعل له هاديا ، وهذا ظاهر.
وكلّ غير معصوم يحتاج إلى هاد من غيره ؛ لأنّا نعني بالهادي هو المقرّب إلى الطاعة والمبعّد عن المعصية ، فلو لم يتوقّف عليه الفعل لم يكن واجبا.
__________________
(١) في «أ» : (برهان) ، وما أثبتناه من «ب».
(٢) في «أ» : (و) ، وما أثبتناه من «ب».
(٣) في «أ» : (يكن) ، وما أثبتناه من «ب».