الوجه الخامس : أنّ نظام النوع لا يحصل إلّا بحفظ النفس ، والعقل ، والدين ، والنسب ، والمال.
فشرّع للأوّل القصاص ، وأشار إليه بقوله تعالى : (وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الْأَلْبابِ) (١).
و [للثاني] (٢) تحريم المسكر والحدّ عليه.
وشرّع للثالث قتل المرتدّ والجهاد.
و [للرابع] (٣) تحريم الزنا والحدّ عليه.
و [للخامس] (٤) قطع السارق وضمان المال.
وهذه أمور مهمّة يجب حكمها في كلّ شريعة في كلّ زمان ، ولا يتمّ إلّا بمتولّ لذلك يكون عارفا بكيفية إيجابها وكمّية الواجب ومحلّه وشرائطه ، ولا يقوم غيره مقامه في ذلك.
ولا بدّ أن يمتاز عن بني نوعه بنصّ النبيّ صلىاللهعليهوآله أو معجزة ظاهرة ؛ لاستحالة الترجيح من غير مرجّح ، واجتماع جميع الآراء على غيره ؛ لاختلاف الأهواء. ولانّه لو لا ذلك لأدّى إلى الهرج والمرج.
الوجه السادس : أنّ قيام البدل مقامه لا يتصوّر إلّا في حال عدمه ، وقد تقرّر (٥) حصول العلم الضروري [بأنّ] (٦) التقريب والتبعيد عند عدم نصب الإمام أو تمكّنه على عكس ما ينبغي ، فيستحيل أن يكون له بدل.
__________________
(١) البقرة : ١٧٩.
(٢) في «أ» و «ب» : (الثاني) ، وما أثبتناه للسياق.
(٣) في «أ» و «ب» : (الرابع) ، وما أثبتناه للسياق.
(٤) في «أ» و «ب» : (الخامس) ، وما أثبتناه للسياق.
(٥) تقدّم تقريره في البحث الرابع من هذه المقدمة.
(٦) في «أ» و «ب» : (أنّ) ، وما أثبتناه للسياق.