وأبي الحسين البصري (١) ، وجماعة من المعتزلة (٢).
لنا : أنّ الوجوب هنا على الله تعالى ؛ لما يأتي (٣) ، فيستحيل أن يكون الوجوب سمعيّا.
ولأنّه لطف في الواجبات العقليّة ، فيقدّم عليها ، والشرع متأخّر عنها ، فلو وجب بالشرع دار.
ولأنّها غير موقوفة على الشرع ، فاللطف فيها كذلك ، والواجبات الشرعية موقوفة على الشرع.
ولأنّه لو وجب بالشرع لكان تعيينه إمّا من الله تعالى ، أو من المكلّفين.
والأوّل باطل على هذا التقدير إجماعا.
أمّا عندنا ؛ فلعدم الوجوب شرعا ، بل عقلا. وأمّا عند الباقين ؛ فلعدم تعيين الله تعالى إيّاه.
والثاني محال أيضا ؛ لاستلزامه الترجيح من غير مرجّح ، أو تكليف ما لا يطاق ، أو خرق الإجماع ، أو اجتماع الأضداد ، أو عدم وجوب نصب الإمام ، أو انتفاء فائدته. والكلّ محال.
__________________
الكعبي : هو أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمود الكعبي البلخي الخراساني ، ولد سنة ٣١٩ ه ، أحد أئمّة المعتزلة ، وكان رئيس طائفة منهم يقال لها : (الكعبية). أقام ببغداد مدّة طويلة. انفرد بمقالات كثيرة في علم الكلام. وله مؤلّفات كثيرة. وفيات الأعيان ٣ : ٤٥. الأعلام ٤ : ٦٥.
(١) انظر : قواعد العقائد : ١١٠. المسلك في أصول الدين : ١٨٨. قواعد المرام في علم الكلام : ١٧٥.
كتاب المحصّل : ٥٧٤. الأربعين في أصول الدين ٢ : ٢٥٥. شرح المقاصد ٥ : ٢٣٥.
أبو الحسين البصري : هو محمّد بن عليّ الطيّب البصري ، ولد في البصرة وسكن ببغداد وتوفّي بها سنة ٤٣٦ ه ، أحد أئمّة المعتزلة ، له تصانيف كثيرة في أصول الفقه والكلام. وفيات الأعيان ٤ : ٢٧١. الأعلام ٦ : ٢٧٥.
(٢) انظر : مناهج اليقين : ٢٩٠. كتاب المحصّل : ٥٧٤. شرح المقاصد ٥ : ٢٣٥.
(٣) سيأتي في النظر الرابع من البحث السادس من هذه المقدمة.