ثمّ اتّفقت الأمّة بعد ذلك على أنّ نصّ النبيّ صلىاللهعليهوآله على شخص بأنّه إمام طريق له في كونه إماما ، وكذلك الإمام إذا نصّ على إنسان بعينه على أنّه إمام بعده (١).
ثمّ اختلفوا في أنّه هل غير النصّ طريق إليها ، أم لا؟
فقالت الامامية (٢) : لا طريق إليها إلّا النصّ ، إمّا بقول النبيّ صلىاللهعليهوآله ، أو الإمام المعلوم إمامته بالنصّ ، أو بخلق المعجز على يده.
وقال جماعة من المعتزلة (٣) والزيدية (٤) والصالحية (٥) والبترية (٦) وأصحاب
__________________
(١) انظر : النكت الاعتقادية (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ١٠ : ٤٠ ـ ٤٤. تقريب المعارف : ١٧٤ ، ١٨٢. الاقتصاد فيما يتعلّق بالاعتقاد : ٣١٣. كتاب تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل : ٤٤٢. المغني في أبواب التوحيد والعدل (الإمامة ١) : ٩٩ ، ١١٢. كتاب أصول الدين : ٢٧٩. الأحكام السلطانية ١ : ٢٣ و ٢ : ٦.
(٢) النكت الاعتقادية (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ١٠ : ٤٠ ـ ٤٤. تقريب المعارف : ١٧٤ ، ١٨٢. الاقتصاد فيما يتعلّق بالاعتقاد : ٣١٣. تجريد الاعتقاد : ٢٢٣. المسلك في أصول الدين : ٢١٠. قواعد المرام في علم الكلام : ١٨١.
(٣) المغني في أبواب التوحيد والعدل (الإمامة ١) : ٢٧٢ وما بعدها. وانظر : كتاب أصول الدين : ٢٧٩.
(٤) انظر : كتاب أصول الدين : ٢٨٠. الملل والنحل ١ : ١٥٩ ، ١٦١.
الزيدية : هي إحدى الفرق الشيعية المعروفة ، وأصحابها أتباع زيد بن عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب المعروف ب : (زيد الشهيد). وقد ساقوا الإمامة في أولاد فاطمة عليهاالسلام ولم يجوّزوا ثبوت الإمامة في غيرهم ، إلّا أنّهم جوّزوا أن يكون كلّ فاطمي عالم شجاع سخيّ خرج بالإمامة أن يكون إماما واجب الطاعة ، سواء كان من أولاد الحسن أو من أولاد الحسين عليهماالسلام. وهم على ثلاثة أصناف : جارودية ، وسليمانية (الجريرية) ، وبترية ، والصالحية منهم والبترية على مذهب واحد. الفرق بين الفرق : ٢٢. الملل والنحل ١ : ١٥٤ ـ ١٥٧. موسوعة الفرق الإسلامية : ٢٦٦ ـ ٢٧١.
(٥) انظر : الملل والنحل ١ : ١٦١.
الصالحية : هم فرقة من فرق الزيدية ، أصحاب الحسن بن صالح بن حي الكوفي الثوري ، وهؤلاء كانوا يعظّمون أبا بكر وعمر ويتوقّفون في أمر عثمان. ورأيهم في عليّ عليهالسلام أنّه أفضل الناس بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله وأولاهم في الإمامة بعده. ولهم عقائد في بحث الإمامة. الملل والنحل ١ : ١٦١ ـ ١٦٢. اعتقادات فرق المسلمين والمشركين : ٣٦. موسوعة الفرق الإسلامية : ٣٤٨.
(٦) انظر : كتاب أصول الدين : ٢٨٠. الملل والنحل ١ : ١٦١. كتاب المقالات والفرق : ٧.